ذكر نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير إن الحرب ستنتهي في ديسمبر المقبل، وناشد المجتمع الدولي بالتركيز على إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
أثارت هذه التصريحات تفاعلات كبيرة نظرًا لأنها ليست المرة الأولى التي يحدد فيها مسؤول حكومي في بورتسودان موعدًا لإنهاء الحرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأوضاع العسكرية والتفاوضية لا تشير إلى إمكانية تحقيق تقدم يؤدي إلى إنهاء الحرب خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
تصريحات غير مسؤولة
وصف نور الدين بابكر، مسؤول الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني، هذه التصريحات التي يطلقها أفراد من المؤسسة العسكرية ومسؤولون في معسكر الحرب بأنها غير مسؤولة.
وأضاف في حديثه لراديو دبنقا أن هذه التصريحات تتكرر، وقد بدأت بالقول أن الحرب ستنتهي في غضون أسبوع إلى ثلاثة أشهر ثم إلى عام.
وأضاف قائلاً إن حديث عقار يأتي “بعد مرور 16 شهراً على اندلاع هذه الحرب التي أودت بحياة المئات من السودانيين وشردت الملايين بين نازح داخل السودان ولاجئ في الخارج، ودمرت البنى التحتية وتهدد الآن بالمجاعة، ورغم ذلك لا زال أمراء الحرب يطلقون مثل هذه التصريحات”.
اعتبر الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني أنه لا توجد دلائل على الأرض تدعم هذا التصريح، وأن جميع السودانيين والعالم من حولهم يدركون الحقيقة بشأن الأوضاع العسكرية التي يعيشونها يوميًا، حيث لم يحقق أي طرف من طرفي الحرب أي تقدم.
وأضاف قائلاً: “وهذا يؤكد ما كنا نقوله منذ بداية الحرب وإنطلاق الرصاصة الأولى، وهو أنه لا يوجد منتصر في هذه الحرب، وأن الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني”.
لابد من أخذ التكلفة البشرية في الاعتبار
وطرح مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر السوداني، خلال حديثه لراديو دبنقا، سؤالاً لعقار حول عدد السودانيين الذين سيفقدون حياتهم أو من سيتشردون، وكذلك حجم الدمار المتوقع حدوثه خلال هذه الأشهر الثلاثة.
وأضاف قائلاً: “حتى لو فرضنا أن ما ذكره مالك العقار صحيح وأنهم أعدوا العدة للحسم العسكري، إلا أنه لم يتحدث عن تكلفة هذا الانتصار على السودان، سواء بالنسبة للمواطنين أو الشعب أو الموارد والبنية التحتية.”
وكرر وصف التصريحات بأنها غير مسؤولة، بينما يستمر قادة معسكر الحرب في ترديدها، معتقدين أنهم يمكنهم تحقيق نصر عسكري وأن هناك جماعة ستنتصر على الأخرى. وأضاف “لكن في الحقيقة، المتضرر من هذه الحرب هو الشعب السوداني”.
أشار المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني إلى عدم وضوح الأسباب التي تجعل المسؤولين يدلون بتصريحات من هذا النوع، حيث أن كل من يتابع الوضع السوداني يدرك أنه لا توجد أي دلائل على وجود حسم عسكري.
وأضاف قائلاً إنه “حتى مع وجود هذه المؤشرات، فإن توازن القوى على الأرض يدل على أن القوات المسلحة ليست هي الطرف المتفوق في هذه الحرب”. وأشار إلى أنها “استمرت في الدفاع عن مناطقها منذ اللحظة الأولى للإطلاق، وتسقط المدن واحدة تلو الأخرى، وما زالت قواتها محاصرة في العديد من المناطق”.
ضرورة العودة للتفاوض
أشار المسؤول الإعلامي لحزب المؤتمر السوداني في حديثه لراديو دبنقا إلى أن هذا التصريح قد يكون صادرًا في سياق تعزيز الحماس المعنوي. وأوضح أن مثل هذه الأكاذيب ستؤدي إلى إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة السودانيين، كما ستمنع أي مساعي عقلانية تهدف إلى إيقاف القتال والنظر في ما حدث للسودان منذ بداية هذه الحرب قبل أكثر من عام.
وطالب نور الدين بابكر الأطراف المتنازعة بأن تضع في اعتبارها آلام ومعاناة الشعب السوداني الذي يتعرض للنزوح داخل السودان وخارجه، ويعاني من ظروف قاسية، وأن تنظر إلى الآلاف من الأرواح التي أُزهقت من المدنيين ومن القتلى في كلا الطرفين.
وأكد على ضرورة أن تكون حكومة الأمر الواقع ومالك العقار الذي يمثلها أكثر واقعية وعقلانية، وأن يبادروا بخطوة نحو تنفيذ مخرجات منبر جدة، ووقف إطلاق النار، وبدء عملية تفاوضية تخلص الشعب السوداني من هذا الكابوس والمعاناة.
المصدر: الراكوبة