اللجنة الأولمبية الدولية وازدواجية المعايير
من ابجديات العدل والانصاف ان يكون الشخص او الجهة المتصدية لعمل عام او خاص ان يكون متحليا بالصدق مع نفسه قبل أن يصدق مع غيره ، ويبعد نفسه تماما عن الوقوع في محذور التناقض و ازدواجية المعايير.
ونقف اليوم مع اللجنة الأولمبية الدولية التي تبتعد تماما عن العدل وهي تتعامل مع الملفات بمعايير مزدوجة توضح كيف هي بعيدة جدا عن الاحترام.
اللجنة الأولمبية الدولية وهي تنظم هذه الأيام فعاليات أولمبياد باريس خالفت قواعد العدل وهي تقبل باشتراك إسرائيل في هذا المحفل الدولي وهي التي تقتل وتنتهك كل القوانين والمواثيق والعهود وكان اللجنة الأولمبية الدولية بموافقتها على تواجد إسرائيل بين المشاركين كأنها تكافيها على جرائمها الواضحة ، والغريب ان ذات اللجنة تقرر منع اشتراك روسيا في منافساتها بحجة انها تمارس العدوان على أوكرانيا، وكان إسرائيل تنشر السلام والحب والوئام في العالم.
ويتساءل المنصفون لماذا تسمح اللجنة الأولمبية الدولية بوجود إسرائيل ضمن المشاركين في منافساتها وهي بذلك تضع نفسها تحت ضغط شديد ، جدير بالذكر أن أنظار العالم كلها التفتت الي كيفية تعاملها مع مطالبات حظر مشاركة إسرائيل في الأولمبياد الحالية ، مقارنة مع طريقة تعاملها مع روسيا وبيلاروسيا وجنوب أفريقيا.
وعلى طريقة اللجنة الأولمبية الدولية
سار الاتحاد الدولى لكرة القدم – الفيفا – متبعين معا سياسة ازدواجية المعايير وهو يوقع عقوبات قاسية على روسيا بسبب الحـرب في أوكرانيا بينما أغفل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الرياضة الفلسطينية خلال سنوات طويلة.
والغريب ان منافسات باريس الأولمبية تمضي في طريقها المرسوم لها وغزة تتعرض لأبشع حرب إبادة جماعية منذ 9 أشهر أسفرت عن ما يقارب 40 ألف شهيد ومفقود، منهم أكثر من 350 لاعباً ورياضيا ، إضافة لتدمير العشرات من الأندية والملاعب وتحويلها لمراكز اعتقال وثكنات عسكرية ومقابر جماعية.
وقد تابع الجميع كيف ان اللجنة الدولية الأولمبية وفور بدء الحرب في أوكرانيا سارعت في فرض عقوبات كبيرة شملت منع روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في جميع الأحداث العالمية الأولمبية وغير الأولمبية. وعدم إقامة أي أحداث رياضية دولية في روسيا وبيلاروسيا، اضافة لعدم رفع الأعلام والأناشيد أو الرموز الوطنية لروسيا وبيلاروسيا في الأحداث الرياضية الدولية، ولم تقم أي حكومة بدعوة هذين البلدين لحضور حدث رياضي دولي.
وشهدت السنوات الماضية تعرض دول أخرى لعقوبات بالمنع من المشاركة في الألعاب الأولمبية، وهو ما حصل مع جنوب أفريقيا خلال فترة ما سُمي بالفصل العنصري،
وافادت تقارير مبثوثة أن إسرائيل قتلت ما يقارب 350 لاعبًا ورياضيا في غزة خلال الحرب، ودمرت جميع ملاعب كرة القدم الرئيسية التي ساهمت في انتظام البطولات الكروية منذ 14 عاماً على التوالي وحققت نجاحات كبيرة.
ان عدم طرد إسرائيل من المنافسات الدولية يعتبر غضا للطرف عن جرائمها ويلزم على الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية ان تراعي المظالم التي وقعت على الرياضيين على وجه التحديد، وإلا فانهم يكونوا في حكم من يري بعين واحدة وليست مؤهلة للحديث عن مظالم تبرر بها طرد روسيا من منافساتها الدولية.
سليمان منصور