أخبار السودان :
القوى الثورية الشعبية تتجاوز الحكومات
في كثير من المواقف يظهر التباين واضحا بين الشعوب وحكوماتها ،
ولقد ثبت بالتجربة والمشاهدة ان كفة القوى الشعبية الثورية المعارضة لحكوماتها ، الماضية على طريق المواجهة مع الاستكبار ، الرافضة لما تحيكه الأنظمة السلطوية المستبدة، التي تٱتمر بأمر الغرب المجرم ، فنراها تصمت صمت اهل القبور ازاء الظلم والاستبداد الذي يمارسه الاستكبار بحق الشعوب المستضعفة ، والرافعة لراية المعارضة بوجهه ، العاملة على التصدي لمؤامراته ، وقد رأينا مواقف هذه الحكومات الظالمة من مايجري على ابناء فلسطين واليمن وسوريا وافغانستان والبحربن ، وماجري ويجري بحق ايران والعراق ولبنان ومحور المقاومة ككل.
هذه الجماهير الرافضة لتوجيهات حكوماتها، المناصرة بقوة لقضايا المظلومين ، خرجت هذه الجماهير – في معظم بلداننا العربية والإسلامية ، وفي مناطق متعددة من العالم – ، تحتج على وحشية الصهاينة بحق الفلسطينيين ، وتأييد الغرب لهم، وسكوت بعض الانظمة عن هذه الجرائم الشنيعة ، وهذا يوضح انعتاق هذه الشعوب عن حكوماتها ، ومباينتها لها، وتمسكها بخيار المقاومة كطريق افضل لانتزاع الحقوق ، ورد المعتدين الظالمين.
واذا نظرنا الى قوي خط المقاومة وحواضنهم الجماهيرية لرأينا مدي تفاعل الناس مع هذه القوى الصادقة ، التي تتصدى لمشاريع التسوية المذلة ، كمشروع اسقاط سوريا باعتبارها خاصرة المقاومة ، وباسقاطها يتم قطع طريق التواصل بين المقاومين ، ولما اعياهم ذلك حاولوا مع العراق ، وشهدنا محاولات تثبيت داعش ، الا ان المقاومة العراقية ابطلت المشروع ، وفي مناطق كثيرة تفاعلت الجماهير مع المقاومين.
واليوم تقف قوى المقاومة باعزاز وفخر وهي تدير المشهد ، وتحظي بدعم واسع في الشارعين العربي والإسلامي ، مما جعلها في كثير من المناطق تأخذ بزمام المبادرة ، وترسم صورة المشهد.
وبفعل تكاتف الجميع ، وتضافر جهودهم ، وتوفر ما يلزم ، وحضور السند الشعبي ، واحتضان الشعب الفلسطيني لمقاومته ، واستعداده لتقديم اي تضحية في سبيل تخليصه من نير الاحتلال ، رأينا المقاومة الفلسطينية توقع الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهما في مأزق شديد، تحيطهم فيه الهزيمة من جميع الجهات ، وكان طوفان الأقصى وما زال مدرسة يصعب تعداد وحصر نتائجها لكن احداها بلا شك – وهي من المهمات – ايجاد هذا الحراك الشعبي الثوري الداعم للمقاومة المباين لحكوماته.
سليمان منصور