القلق يفاقم أزمات العدو ويربك حساباته
حالة القلق التى يعيشها العدو الصهيوني مترقبا رد إيران وحزب الله وانصار الله على الهجمات التي شنها على بيروت وطهران والحديدة هذه الحالة من الاضطراب تزيد تعقيد حياة المستوطنين وتربك حسابات القيادة السياسية والعسكرية وتفاقم أزمات العدو ككل وتجعل كل الكيان الغاصب يعيش في حالة استنفار وطوارئ تزيد من انهاكه نفسيا وامنيا واقتصاديا، ولاشك ان هذه الحالة كلما استمرت كان الوضع أصعب وزاد الاحتقان واقترب الكيان من لحظة الانفجار الداخلى التى باتت أقرب من اى وقت مضي، وقد تعالت الأصوات في الداخل الاسرائيلي تحذر من الانزلاق إلى حرب أهلية يبدو أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع ان تكون هي أقرب حدث يهدد وجودهم.
ومع هذا الوضع المأزوم يقود اهالى الاسري مظاهرات أسبوعية تزداد اعداد المشاركين فيها كل مرة وتنادي بضرورة الذهاب إلى صفقة تبادل يتم فيها تحرير ابناءهم واستعادتهم ويعرفون ان نتنياهو يعارض هذا المقترح لذا يشنون هجوما عنيفا عليه ويعتبرونه المسؤول عن سلامة ابنائهم بل فيهم من يدعو لتقديمه إلى محاكمة لما ارتكبه بحق إسرائيل حسب ما يطرحون.
في هذه الاثناء تتعالى صرخات المستوطنين في الشمال سواء كانوا من الذين نزحوا عنه بسبب هجمات حزب الله او أولئك الذين مازالوا في بعض المستوطنات وقد باتوا يتهياون للرحيل وتاكيدات مسؤولين فيهم ان هجمات حزب الله باتت أكثر دقة واكبر عددا و أشد فتكا ، وقال احد قادة المستوطنين اعتقد ان بقية الذين مازالوا في الشمال لم يعد بإمكانهم الصبر أكثر والبقاء هنا وهم حتما سيغادرون إلى أماكن أخرى داخل إسرائيل او إلى الخارج لكن من المؤكد ان 25 ٪ او اكثر لن يعودوا قط حتى بعد توقف الحرب وزوال الخطر وهذه ضربة كبيرة لإسرائيل ككل وليس الشمال فحسب.
وما يزيد قلق إسرائيل عدم معرفتها بتوقيت وشكل الرد وهل يأتي متزامنا ام في اوقات مختلفة ، ويري محللون ان الشرطة الإسرائيلية اضطرت إلى أصدار بيانات تهدئ فيها المستوطنين وتطمئنهم ان الامور ليست سيئة كما يتوقعون وتدعوهم إلى عدم الاستجابة للحرب النفسية التى يشنها عليهم محور المقاومة ويأتي ذلك بعد الاضطراب الكبير الذي ساد إسرائيل اثر تلقي المستوطنين رسائل على هواتفم الشخصية وتحمل اسماءهم ومعلومات شخصية عنهم وتقول لهم استعدوا للموت وسوف يتم دفنكم قريبا ، ومما ضاعف من التوتر توقف شركات طيران كبري عن المجي إلى إسرائيل وتعطل مطار بن غوريون وعدم تمكن كثيرين من مغادرة إسرائيل.
ان هذا الوضع النفسي المضطرب الذي يعيشه كيان العدو قيادة وجيشا ومستوطنين يجعل من الحياة في الكيان غير طبيعية ويحمل الحكومة جهودا فوق طاقتها وهي المنهكة اصلا مما جعل الجميع في إسرائيل يتمنون ان يقدم محور المقاومة على عملية الرد لتنتهي هذه الحالة من الرعب التى يعيشونها.
سليمان منصور