القائد السنوار حياة كريمة وشهادة عظيمة
يترك العظماء اثرا حيث حلوا ويتجاوز بعضهم قيود المكان والجغرافيا ويتمدد تاثيرهم إلى مديات أوسع ، وتجد أحدهم يحاصر عدوه ويسلبه اى فرصة للفرح وإظهار تحقيق انجاز ، ومن هؤلاء الشهيد الكبير القائد يحي السنوار الذي عاش حياة كريمة ملؤها الجهاد ومواجهة الاحتلال والسعي إلى تخليص شعبه من ظلم الغاصب المجرم وتحرير ارضه ومضي إلى ربه وارتقي شهيدا في مشهد عظيم حوله إلى أيقونة الاحرار وملهم الثوار وهو يقاتل حتى الرمق الاخير ويسلب عدوه لذة الانتصار ونشوة الفرح بقتله وهو يترجل عن صهوة جواده في زيه العسكري وينال الشهادة في الميدان كاعظم وسام وهو ما كان يتوق اليه وقد ترك خلفه رجالا تعاهدوا على مواصلة المسيرة وهم يعرفون ان استشهاد القادة لم يكن في يوم من الايام الا دافعا لمزيد من العطاء واستمرار المسيرة الظافرة بإذن الله تعالى.
في السابع من أكتوبر باغت عدوه وأطلق طوفان الاقصي الذي غير مجري الصراع مع إسرائيل ولمدة عام ظل الشهيد السنوار يكشف عجز العدو استخباريا وهو في المعركة مكذبا ادعاءات العدو بأنه يختفي وسط الاسري ، وفي السابع عشر من أكتوبر يفاجئ الشهيد عدوه بأنه في الميدان ممتشقا سلاحه مرتديا لامة حربه وليس هذا وحسب وإنما يقاتل وحتي وهو جريح اسوة بالابطال في تاريخنا.
امام جيش من الغزاة المعتدين وقف ابن الأرض يقاتل عدوه وهو الذي يعرفه جيدا ويعرف مكامن القوة والضعف فيه ، فالشهيد الذي يعرف العبرية جيدا يعرف أيضا كيف يفكر عدوه وفي اطلاقه الطوفان راعي ذلك لذا جاء النجاح كبيرا ، وكان الشهيد قد قضي عقدين ونصف من عمره في سجون العدو واشرف على تأسيس جهاز حماس (مجد) وفي كل خطواته وإلى استشهاده ظل يسجل انتصارا على العدو المتغطرس خصوصا في الجانب الاستخباري الامنى.
انها حياة ذاخرة بالإنجازات والمفاخر وشهادة عظيمة تجعل منه رمزا للصمود والتحرير
سليمان منصور