ووجدت الدراسة أن العمل لساعات متأخرة كان مرتبطا بمعدل ضربات قلب غير منتظم وسريع، مع احتمال تعرض النساء لخطر أكبر.
كما أدت نوبات العمل الليلية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (CHD)، وفقا للورقة المنشورة في مجلة European Heart Journal.
ودرس الباحثون سابقا كيف تؤثر النوبات الليلية على الصحة، بما في ذلك دراسة أجريت عام 2018 وجدت خطرا متزايدا للإصابة بأمراض القلب التاجية من أنماط الورديات المتناوبة، حيث تعمل النوبات الليلية في بعض الوقت.
وأظهرت الدراسات السابقة أيضا أن اضطرابات النوم يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية بسبب تأثيرها على إيقاعات الساعة البيولوجية، الساعة الداخلية للجسم.
وقال الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة الأخيرة إنهم يعتقدون أنها الأولى من نوعها لاختبار العلاقة بين العمل الليلي والرجفان الأذيني (AF)، وهي حالة قلبية تسبب معدل ضربات قلب غير منتظم وغالبا ما يكون سريعا بشكل غير طبيعي.
وقالت الدراسة، التي استخدمت معلومات من 283657 شخصا في قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، إنها وجدت أن “العمل بالنوبات الليلية حاليا ومدى الحياة مرتبطان بشكل كبير” بخطر الإصابة بالرجفان الأذيني بغض النظر عن الجينات.
كما أن العمل بنوبة ليلية يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ولكن ليس السكتة الدماغية أو قصور القلب.
وقالت المجلة إن تقليل وتيرة العمل في النوبات الليلية ومدته قد يمثل وسيلة أخرى لتحسين صحة القلب أثناء الحياة العملية وما بعدها، أمر يستدعي مزيدا من الدراسة.
والدراسة، التي تم تعديلها وفقا للعوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، مثل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية وضغط الدم ومدة النوم، وجدت أن الذين يعملون حاليا في نوبات ليلية على أساس عادي أو دائم لديهم خطر متزايد بنسبة 12% للإصابة. والرجفان الأذيني مقارنة بالأشخاص الذين عملوا خلال النهار فقط.
وأشارت النتائج إلى أنه بين الذين عملوا في المتوسط بين ثلاث وثماني نوبات ليلية في الشهر لمدة 10 سنوات أو أكثر، زاد الخطر إلى 22% مقارنة بالعاملين في النهار.
وقال أحد الباحثين الرئيسيين إن النتائج تشير إلى أن نوبات العمل الليلية أقل تواترا ولفترات زمنية أقصر قد تكون مفيدة لصحة القلب.
وأوضح البروفيسور ينغلي لو من مستشفى شنغهاي التاسع الشعبي في كلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ في الصين: “على الرغم من أن دراسة مثل هذه لا يمكن أن تظهر ارتباطا سببيا بين التحولات الليلية والرجفان الأذيني وأمراض القلب، فإن نتائجنا تشير إلى أن العمل في النوبات الليلية حاليا ومدى الحياة قد يزيد من مخاطر هذه الحالات. والنتائج التي توصلنا إليها لها آثار صحية عامة للوقاية من الرجفان الأذيني. ويقترحون أن تقليل وتيرة ومدة العمل الليلي قد يكون مفيدا لصحة القلب والأوعية الدموية”.
وقال باحث آخر، وهو البروفيسور لو تشي من كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة بجامعة تولين في نيو أورلينز، إن الجنس والتمارين الرياضية يلعبان دورا على ما يبدو.
وأشار البروفيسور تشي: “وجدنا أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني من الرجال عند العمل في نوبات ليلية لأكثر من 10 سنوات. وزادت مخاطرهن بشكل ملحوظ بنسبة 64% مقارنة بالعاملات باليومية”.