الشهيد نعمة ناصر يذيق العدو الامرين
كغيره من رفقاء الجهاد والمقاومة تظل الكثير جدا من جوانب حياتهم مخفية لايطلع عليها حتى الأقربون ، ويمضي المجاهدون في مسيرتهم يؤسسون لتطوير قدرات المقاومة وتثبيت اركانها وفي خفاء وبعيدا عن الأعين يجاهدون إذ تقتضي طبيعة عملهم ومواجهتهم مع العدو ذلك ، وان جهلهم اهل الارض فقد عرفتهم السماء وياله من شرف كبير وفضل باذخ
وان كان كثيرون لايعرفون شيئا عن الشهيد نعمة فقد عرف المهتمون بالعمل العسكري والامني في العدو هذا الرجل ومدي تأثيره ونجاحاته المضطردة في عمله.
ولقد كان وقع استشهاده مؤلما على حزبه والمقاومة ككل لكن وكما هي عادة المقاومة فإنها تحتفي بشهدائها وتزفهم في كرنفالات كبيرة وتلقي التبريكات باستشهادهم وتعمل فورآ على تصعيد الكادر المناسب ليتولى مهام الشهيد ويخلفه وتستمر المسيرة ، ويشرع المقاومون كما اعتادوا في الرد على جريمة العدو باغتيال اخيهم ، وهذا ما يخشاه العدو إذ يعرف ان حزب الله لن يتأخر في الرد المؤلم على استشهاد قادته ، واشد ما اخافهم ان الشهيد هذه المرة شخص مهم وذو دور كبير في الميدان لذا عرفوا ان عليهم أن يتلقوا عقوبة كبيرة من الحزب ، وكما كان الشهيد نعمة يرعب الصهاينة في حياته فإنه ظل يرعبهم بعد استشهاده ولقد سارع حزب الله الى الرد مما جعل صراخ العدو يرتفع وعويله يتعالى.
ولم يكن رد حزب الله على استشهاد القائد محمد نعمة ناصر عاديا وفق العدو الصهيوني لا كما ولا نوعا ولا مساحة جغرافية ووصفوه بالرد الاوسع منذ السابع من أكتوبر ، وبحسب اعلاميون صهاينة فقد اطلق حزب الله أكثر من ثلاثمائة صاروخ خلال اربع وعشرون ساعة بما فيها صواريخ بركان بالإضافة إلى إطلاق خمس وعشرون طائرة مسيرة وقد شدد حزب الله انه اطلق الصواريخ نحو قواعد الجيش الإسرائيلي في الجليل والجولان ،. وقال رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين ان الردود قد تصل إلى مستوى لم تتخيله إسرائيل.
من جهتهم انتقد اعلاميون صهاينة سياسة حكومتهم باغتيال قادة المقاومة وقال أحدهم كلما استهدفنا أحدهم علينا الاستعداد لتلقي الرد الكبير بالصواريخ والطائرات المسيرة ونحن لانملك الرد على هذه العمليات خصوصا الكميات التي تطلق في وقت قصير من الصواريخ والمسيرات وسنواجه صعوبات كبرى في الاعتراض وسنتعرض بكل تأكيد لخسائر وأضرار.
هذا الرد أكد ما يقوله الإسرائيليون انهم امام ثلاثة خيارات سيئة شمال فلسطين المحتلة ، وقال أحدهم ان ما رايناه من رد كبير وعنيف وقاس من حزب الله على اغتيال ناصر يؤكد اننا اننا امام ثلاثة خيارات سيئة الأول متها اننا سنواصل ما يجري الان مما يعني اننا لن نستطيع اعادة سكان الشمال ونحن بذلك نستنزف السكان ونطيل الوقت ، الخيار الثاني ان نذهب إلى مواجهة شاملة وهذا يتطلب دعما أمريكيا ودوليا بشكل استثنائي ووحدة داخلية وقدرة على الاستمرار خصوصا في مجال الذخائر وهذه الفرضية غير متصور ان تتوفر الان ، والخيار الثالث ان نقوم بعملية محدودة وهذا هو الأسوأ لأننا سندفع كل اثمان الحرب من دون تحقيق التغيير الإستراتيجي المطلوب، وفي نهاية المطاف حزب الله سيكون هناك وسيكون قادرا على ترميم نفسه ، لذا الحل يواصل الاعلامي الإسرائيلي هو الاستفادة من موقف حماس حول التبادل والتوصل لاتفاق يؤدي لإيقاف إطلاق النار والنسوية في الشمال.
ومع الوقت يقتنع العدو ان مفتاح خلاصه في الشمال هو بيد غزة وحدها وان اي قول غير ذلك جعجعة فارغة.
سليمان منصور