أخبار السودان :
الشهيد قاسم سليمانى تعدد المواهب والابعاد
تجد كثيرا من القادة والرموز الذين يحظون بالقبول عند غالب الناس ، تجدهم يعتبرون رموزا ينظر اليهم الجميع بانهم فوق الخلافات الطفيفة والتفاصيل الصغيرة ، تجد هؤلاء دائما ما ينصحون كل الاطراف بضرورة توخى الحذر بان لايؤدى بهم سعيهم الى تحقيق مكاسب فى تنافسهم ان لايؤدى بهم هذا الى الوقوع فى المحذور والمخالفة الشرعية ، ونقف فى هذه الزاوية اليوم مع جانب من وصية الشهيد قاسم سليمانى للسياسيين الايرانيين والتى كشف عنها نائبه وخليفته فى قيادة فيلق القدس الجنرال قاآنى بعد ايام من استشهاد الفريق سليمانى ، وتزامن ذلك مع التشييع المليونى الغير مسبوق فى التاريخ والذى اقامه الشعب الايرانى لاحد ابرز رموزه وابطاله القوميين ، فماذا قال الشهيد سليمانى فى هذا الصدد ياترى ؟
دعونا نقرأ ما ورد فى الوصية مما يتعلق بهذا الامر ، قال الشهيد سليمانى :
أرغب في مخاطبة السياسيّين في البلاد بملاحظة مقتضبة سواء كانوا من الذين يطلقون على أنفسهم اسم الإصلاحيّين أو الذين يسمّون أنفسهم بالأصوليّين .. ما كنت أتألّم لأجله دائمًا هو أنّنا بشكل عام ننسى الله والقرآن والقيم في مرحلتين ، بل نضحّي بكلّ هذه الأمور ، أعزّائي مهما تنافستم وتجادلتم، فلتعلموا أنّه عندما تؤدّي تصرّفاتكم وتصريحاتكم أو مناظراتكم إلى إضعاف الدين والثورة بنحو من الأنحاء فسوف تكونون من المغضوب عليهم من قبل نبيّ الإسلام العظيم (ص) وشهداء هذا النهج ؛ فميزوا الحدود ولا تخلطوها.
انها البصيرة النافذة التى يمتلكها هذا الرجل العظيم ، وهو الوعى الكبير الذى يتحلى به هذا القائد الرمز فهو هنا ينصح الطرفين (اصوليين واصلاحيين) بضرورة جعل التقوى هى الضابطة التى تحكم كل تحركاتهم وتصريحاتهم ، وان يراعوا القيم التى دعى لها النبى الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وارساها وطلب من الناس ان يلتزموا بها الامر الذى يكسبهم رضوان الله ورسوله وهذا هو الهدف الذى يسعى اليه كل مؤمن والا فان كل مايقومون به سيصبح هباء منثورا فى ميزان الشرع.
ان هذه الوصية تكشف عن جانب اخر من شخصية الشهيد سليمانى وتبين كيف ان الرجل لم يكن قائدا عسكريا فحسب وانما يمتلك العديد من الصفات التى تجعل منه شخصية متعددة الابعاد والمواهب.
سليمان منصور