الشرق الأوسط على صفيح ساخن: هل اقتربت الحرب المنتظرة؟
على مدار عشرة أشهر دامية، شهد الشرق الأوسط صراعات وحروبًا كانت تبدو وكأنها قائمة بالفعل ولكن لم تصل إلى حالة حرب شاملة. شهدنا صدامات وتوترات مستمرة، لكنها لم تنفجر إلى صراع كامل إلا في بعض الأحيان، مما جعل من الصعب التفريق بين ما هو قديم وجديد في هذه المنطقة التي تولد فيها الحروب بشكل متكرر. هذه الحروب أصبحت جزءًا من القدر المحتوم لهذه المنطقة المضطربة، المشحونة بالصراعات والتدخلات الخارجية، والمتقلبة في مواقفها، مما يجعلها دائماً عرضةً للتطورات السيئة والانزلاق إلى دوامة من العنف المستمر.
قبل شهر، تناولت إحدى التحليلات احتمال نشوب حرب شاملة، وأشارت إلى أن العديد من الافتراضات كانت تقوم على أن الأطراف المعنية ليست مهتمة بشن حرب كبيرة، على الأقل في هذه المرحلة. ولكن مع تصاعد الاشتباكات وتزايد التحديات، بدا واضحاً أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة تدريجياً، وأن هذا التصعيد سيؤدي حتماً إلى لحظة فاصلة، حيث لن يكون هناك مجال للتراجع.
خلال الأسبوع الماضي، وقعت تطورات حاسمة قد تدفع المنطقة إلى حرب لا يمكن وصفها بأنها إقليمية أو مجرد مواجهة عابرة. هذا التصعيد قد يجبر الولايات المتحدة على التدخل، خاصةً في ظل اقتراب انتخابات رئاسية محمومة، من أجل فرض وقف لإطلاق النار في غزة وتجنب توسع الحرب إلى ساحات أخرى. وفي الوقت ذاته، يشعر القادة الإيرانيون وحلفاؤهم بالغضب بعد انتهاک اسرائیل لسیادة إیران بإغتیال هنية في عاصمتها، بينما تجد إسرائيل نفسها في مواجهة مباشرة مع حزب الله، مما يزيد من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق.
رغم أنه من المبكر التنبؤ بنتائج هذه الحرب المحتملة، إلا أنه من الواضح أن إسرائيل قد تكبدت خسائر كبيرة حتى قبل بدء الحرب. الخسارة الأولى تكمن في أن الدولة التي كانت تعتبر “القلعة الحصينة” في الشرق الأوسط، تبين أنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها دون تدخل أمريكي. الخسارة الثانية تتجلى في فشل سياسة الاغتيالات المنهجية، حيث تسببت في حالة من الهلع دفعت عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين إلى مغادرة البلاد.
أحمد هیثم