أخبار السودان :
السيدان جعفر والحسن الميرغني تقارب ام توافق؟
منذ ان اندلعت هذه الحرب وحتي قبلها كان الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل (حزب السيد محمد عثمان الميرغني) مشتتا مقسما ، وقد تابع الناس وبالذات اهل الولاء والالتزام التنظيمي مع الحزب كيف ان قيادتهم (على مستوى ابناء السيد) كانت مواقفها متباينة الى حد كبير ، وعند اندلاع الحرب المشؤومة ظهر التمايز بوضوح بين السيدين محمد الحسن وجعفر الصادق ، وكل منهم ينحو منحي مباينا للثاني ، في ظل سكوت السيد الكبير ، او عدم خروج تصريحات منه مباشرة ، وهناك من يقول ان ذلك بسبب تقدم السيد في العمر ، واحاطة أبناءه به احاطة السوار بالمعصم ، ومحاولة كل واحد السبق الى استصدار كلام من السيد يشرعن به موقفه اذ ان اظهار مباركة السيد له تعني الشرعية حتي ان كانت هناك مؤسسية فكيف في غيابها؟
وكان السيد محمد الحسن ومازال عند موقفه المحسوب على الحرية والتغيير ، بل يذهب البعض الى عده ضمن الحاضنة السياسية للدعم السريع ، وهو مع اخرين من الاتحاديين يذهبون الى هذا الاتجاه ، بينما السيد جعفر الصادق ضمن جماعة داعمة لقيادة الجيش في المعركة ، وقد قام السيد بتحركات داخلية وخارجية ضمن حراك مؤيدي قيادة الجيش ، وقد رأينا ذلك بوضوح عند زيارة السيد ضمن اخرين الى ولاية غرب دارفور بعد جرائم فظيعة يتهم بها الدعم السريع ، منها مجازر الجنينة ، وتهجير اهلها ، واغتيال والى الولاية، والتمثيل بجثته ، وكان عنوان تلك الرحلة ادانة الدعم السريع والتحشيد ضدهٍ.
السيد جعفر الميرغني صرح مؤخرا ان الحزب الاتحادي الأصل يدعم تكوين حكومة مدنية بعد وقف الحرب.
ان هذا الكلام يعتبر تحولا في خطاب السيد جعفر الميرغني واقترابا من طرح اخيه السيد محمد الحسن بل تقارب كبير مع طرح الحرية والتغيير التي ظل السيد بعيدا عنها وبالذات في فترة هذه الحرب والاشهر التي سبقتها.
اهو تقارب في الرؤي بين السيدين الميرغني يمهد لالتئام الشمل في المرحلة القادمة ام توافق اقتضته ظروف معينة؟
سليمان منصور