السودانيون وجحيم السفر إلى ليبيا
حرب قاسية يعيشها السودان افرزت واقعا اقسى ونتائج بالغة السوء فالناس داخل وخارج البلد تكابد المشقات وتواجه العنت ، والمتحاربون غير معنيين بمعاناتهم ، فقط يهمهم تحقيق مكاسب سواء على المستوى الشخصي او السياسي ، والنار تشتعل في طول البلد وعرضها ، والجميع في عناء يخافون ان تضيع البلد ككل لاسمح الله.
واللاجئون في الخارج يعيشون أوضاعا مأساوية ، ومعاناة لا تنتهي ، فبعد مرور أكثر من عام على الحرب لا يزال كثيرون يتكبدون عناء البحث عن ملاذ آمن ، هربا من مرارة الحرب التي أجبرتهم على ترك منازلهم.
والذين يحاولون الوصول إلى ليبيا مثلا يعانون بشدة من خداع السماسرة وتلاعبهم بمصير الباحثين عن السفر.
ويرى مصدر سوداني مسؤول فضل عدم ذكر اسمه أن معاناة الأسر السودانية تبدأ من مدينة دنقلا
وصولاً إلى وحدة المثلث الإدارية حيث يتم خداع الأسر من قبل سماسرة التهريب وذلك عن طريق أخذ مبالغ مالية كبيرة وإيهامهم بأنهم سيتكفلون بإرسالهم إلى مدينة طرابلس الليبية لتجد الأسر نفسها داخل وحدة المثلث الإدارية،
ويضيف المصدر أن السلطات المحلية في بداية الأمر كانت قادرة على توفير احتياجات الأسر الوافدة لكن الوضع تأزم بعد اغلاق منفذ العوينات من قبل السلطات الليبية وأصبحت السلطات المحلية في وحدة المثلث غير قادرة على توفير احتياجات الوافدين ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية إن لم يتم تدارك الوضع.
ووفقا للإحصائيات فإن أعداد الأسر التي لجأت إلى ليبيا عبر المثلث منذ أغسطس 2023 وحتى أبريل 2024 بلغ (32,032) وبعد إغلاق منفذ العوينات البري بلغ عدد الأسر التي لا تزال موجودة حتى اللحظة بالوحدة الإدارية 203 أسرة بينما بلغ عدد الأفراد الوافدين بدون أُسر 1347فردا.
ويأتي إغلاق منفذ العوينات البري بعد قرار السلطات الليبية البدأ في إجراء عملية الحصر للاجئين السودانيين، وحذر الناطق باسم بلدية الكفرة، عبد الله سليمان، من تكدّس اللاجئين السودانيين في المدينة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحديد عددهم بدقة بسبب الدخول العشوائي للفارين من الحرب، لكن المصادر المحليّة في ليبيا رجحّت تجاوز أعدادهم الـ 50 ألفا، بينما يستمر تدّفق موجات إضافية من النازحين.
وأعلنت السلطات الأمنية في مدينة الكفرة العثور على جثث سودانيين في صحراء المدينة توفوا خلال رحلة النزوح من بلدهم. وأوضحت بلدية الكفرة أن فرق جهاز الإسعاف والطوارئ انتشلت 4 جثث تفحمت بسبب احتراق سيارة دفع رباعي كانت تقلّهم على الحدود مع السودان. وذكرت أن 16 راكباً من رجال ونساء وأطفال كانوا على متن السيارة، وأن غالبيتهم أصيبوا بحروق بدرجات متفاوتة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الكفرة ومستشفيات في بنغازي.
وفي الفترة الأخيرة، طرح توافد آلاف السودانيين على ليبيا خاصة على مدنها الجنوبية مشكلات إنسانية، لعدم قدرة السلطات المحلية على تغطية احتياجاتهم ونقص الخدمات الأساسية المتوفرة، خاصة الغذاء والماء والمأوى.
وبدأت السلطات الليبية بتنظيم قوافل إغاثة وتقديم مساعدات للنازحين السودانيين وهي عبارة على مخصصات غذائية وعلى أغطية وملابس وبطانيات وفرش، في محاولة لدعمهم وتخفيف أعباء الحرب عليهم.
سليمان منصور