أخبار السودان :
السودانيون بإثيوبيا هل من مغيث؟
من تداعيات هذه الحرب اللعينة ان تشتت السودانيون في الداخل والخارج وكل ذهب في اتجاه فرارا من وضع صعب افرزته الحرب وما نتج عنها ، ويوما بعد يوم تظهر مشاكل اهل السودان وما يعانيه من اضطرتهم الظروف إلى الخروج من السودان ، ومع ان المعاناة متوقعة وكل من خرج من بيته يعرف انه سيواجه بعض المتاعب لكن لم يدر بخلد الذين اختاروا إثيوبيا وجهة لهم ان تقطب لهم هذه البلد وجهها وتتعامل معهم بطريقة فظة لم تحترم الظروف الخاصة التي يعيشونها ولا التفت لعمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين ولا الطريقة التي تعامل بها الشعب السوداني مع اشقائه الإثيوبيين ايام محنتهم وخمس ملايين اثيوبي يعيشون بين اخوانهم السودانيين من غير من ولا اذى يقتسمون معهم الحياة وفرص العمل ويعيشون بينهم ويتداخلون معهم لكن الحكومة الإثيوبية لم تراع كل ذلك والشعب السوداني يمر بهذه الأزمة الصعبة إذ منذ البداية فرضت السلطات الإثيوبية قيودا على دخول السودانيين وعلى إقامتهم وعلى من يودون العبور إلى بلدان أخرى ، وحاول الإثيوبيون الاستثمار في الأزمة وبحثوا عن التربح من معاناة اهل السودان ، والان وقد مضي على الحرب أكثر من عام فان صرخة اللاجئين السودانيين بأثيوبيا تتعالى وشكواهم ترتفع فماذا هناك ياترى ؟
تقول الانباء ان الحكومة الإثيوبية فرضت منذ بداية الحرب رسوما عالية للحصول على فيزا الدخول ، وشعر السودانيون بانه مبلغ كبير لكن لم يكن بمقدورهم فعل شيئ وإنما قبلوا مجبرين إذ ليس لهم خيار ،. ودخلوا البلد وهم لايعرفون متي تنتهى الأزمة في بلدهم ولا إلى متى يظلون في هذا البلد فتفاجأوا بالحكومة تفرض عليهم رسوما للإقامة وكانت باهظة إذ بلغت مائة دولار لكل فرد وليس للعائلة ، وما جعلها غير سهلة انها شهرية ولو كانت سنوية لكانت صعبة لذا مع طول أمد الحرب وفقدان كثيرين مصادر دخلهم نفدت مدخراتهم وتعاظمت معاناتهم مما يوجب على إثيوبيا ان تراجع قرارها الصعب الذي لن يستطيع ابناء السودان تحمله ، كما يجب على قادة قوي الحرية والتغيير وهم يتمتعون بعلاقة طيبة مع الإثيوبيين وفيهم من يقيم في أديس أبابا وأغلبهم يتردد عليها كثيرا عليهم مخاطبة السلطات الإثيوبية وحثها على تخفيف الاعباء عن أهل السودان الذين استجاروا بأثيوبيا هربا من فاجعة دهمتهم ولايكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
سليمان منصور