بقلم: سليمان منصور
بعد سبع سنوات من الحرب السعودية الظالمة على اليمن ، وبعد استنفاذ كل السبل للوصول إلى تحقيق أهداف العدوان ، خضعت الرياض مرغمة للواقع الذى فرضه الصمود الاسطورى للشعب اليمنى وهو يواجه تحالف العدوان الغير مسبوق ، فالسعودية وحلفاؤها المباشرون يشنون حربهم منذ سبع سنوات يدعمهم مجرمو الأرض ممثلين فى امريكا وبريطانيا وإسرائيل ، والعديد من بلدان العالم ، والمنظمات المنافقة ، التى تدعى الحرص على. حماية حقوق الإنسان ، وتصمت عن القتل الوحشى الهمجى الذى يتعرض له أهل اليمن ، وبالذات الاطفال والنساء ، ناهيك عن التدمير التام للبلد ، والحصار المطبق الخانق الذى لم تفكه الا العمليات البطولية لليمنيين ، وضربانهم الموجعة لاقتصاديات السعودية والإمارات وبالذات الاولى التى أرغمت مضطرة ذليلة تحت الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى النزول عن الشجرة ، والقبول بالهدنة الأممية القابلة للتجديد ، وهذا فى حد ذاته انتصار لليمن ، فالرياض أعلنت الحرب ، رافضة بكل عنجهية وصلف أى مناشدة للدخول فى حوار ينهى الأزمة سياسيا ، وأصرت على إلغاء انصار الله كمكون أساسى فى الساحة اليمنية ، معلنة أنه لابد من استسلامهم أو هزيمتهم ولا خيار ثالث عندها ، وقالت يومها أنها ستدخل صنعاء فى ثلاث اسابيع وتعيد الشرعية المزعومة التى تتحدث عنها وبعد أيام فقط من الضربات الجوية المكثفة التى شنها طيران تحالف العدوان على اليمن خرج الناطق العسكرى باسمه ليقول أنهم دمروا كل منصات الصواريخ اليمنية ، وان انتهاء الحرب مسألة وقت ليس إلا ، واليوم يشهد العالم على كذب السعودية ، وهزيمتها الساحقة التى تحاول أن تجملها وتغطى عليها بما يحفظ ماء وجهها – ان كان لها وجه – ولكن هيهات .
ان السعودية بخطوتها الأخيرة المتمثلة فى إرغام عبد ربه منصور هادى ونائبه على محسن الأحمر على الاستقالة وتكوين مجلس رئاسى جديد أنما تبحث عن طريقة تدارى بها خيبتها وتحفظ بها هيبتها -ان كانت لها هيبة – وكل ذلك استعدادا للنزول عن الشجرة والخروج من الورطة التى أدخلت نفسها فيها فى اليمن لكن كل ذلك لايجدى نفعا ، فصورة السعودية أصبحت قبيحة عند كثيرين ، وليست زاهية كما تحاول أن تثبت للآخرين علها تخدعهم ، وهذا زمن يصعب فيه خداع الغير .