واهم من يظن ان السعودية والإمارات تسعيان لمساعدة السودانيين فى الخروج من الازمة الحالية التى تمر بها البلد هكذا لله ، او رغبة فى الإحسان إلى البلد وأهلها ، وهما ليس بدعا عن غيرهما من الدول ، فالجميع يعمل من أجل تحقيق مصالحه وتنفيذ أجندته ومايخدم غرضه ويوصله إلى أهدافه ، فهذا امر معروف فى السياسة الدولية والعلاقات بين كل الاطراف ، وليس مستغربا ان تعمل السعودية والإمارات لتحقيق مصالحهما الخاصة ، لكن الغريب ان تكون مصالح ابو ظبى والرياض متماهية مع الخط المناوئ لما عليه غالب اهل السودان ، الذين خرجوا ضد العسكر وادانوا الانقلاب ونادوا بضرورة رحيل الانقلابيين وعودة السلطة إلى اهل البلد ممثلين فى الاتحادات والنقابات والاحزاب والجمعيات الاهلية اوبشكل عام إلى المجتمع المدنى ، لكن ارادة السعودية والرياض تريد أن تبقى على هذا الوضع كما هو الآن إن صعب عليهما الحديث علانية عن دعم الحكم العسكرى فى البلد ، فرئيس السلطة الانقلابية ونائبه زعيم الجنجويد حليفان استراتيجيان للسعودية والإمارات ويشاركان فى العدوان السعودى الاماراتى الاثم على اليمن ومازال جنودهما فى اليمن يقاتلون الى جانب السعودى والإماراتى ، واى تغيير فى السلطة يذهب بالرجلين من الممكن أن ينسحب سلبا على مشاركة الجيش والدعم السريع فى هذه الحرب.
ونحن وغيرنا نعلم الدور الذى لعبته السعودية والإمارات فى إعاقة الفترة الانتقالية ووضع العراقيل امام اكمال مؤسسات السلطة واستقرارها حتى تفضى إلى مايرغب فيه اهل السودان ، فالمساعدات المالية التى وعدت بها الدولتان لم يتم تنفيذها بالشكل المطلوب الأمر الذى جعل من الصعب على حكومة الفترة الانتقالية
القيام بواجباتها ، وقد عرفت كل البلد التاثير الذى حاول صنعه المال القذر لسفارة الإمارات بالخرطوم وتدخلها فى كل صغيرة وكبيرة بالشان الخاص لنا كسودانيين وتنظيم الرحلات الراتبة إلى غالب السياسيين للامارات ومحاولات توجيه البوصلة باتجاه مصالح الإمارات.
والأمر الاخر الذى لعبت عليه الإمارات بالذات كثيرا هو موضوع التطبيع والعلاقة بين البرهان وحميدتى ما على حدة مع العدو الصهيونى ورهان ابو ظبى على ذلك وسعيها لتثبيت هذه المواقف وصناعة رأى عام فى البلد مؤيد لها بعد ان عرفوا موقف الشعب السودانى المناهض للتطبيع المعترض على اى تقارب مع العدو الصهيونى ، والمعروف ان السعودية والإمارات تعملان معا من أجل بناء علاقة بين السودان والكيان الصهيونى.
وما نخلص اليه معارضة السعودية والإمارات اى خطوة تفضى إلى الحكم المدنى وتقويض النظام العسكرى فهما وان ادعيتا مناصرة الوفاق والمساعدة فى الوصول إلى سلام فان الواقع يقول غير ذلك.
سليمان منصور