دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، يومه الثالث، أمس، فيما تبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك خرق «الهدنة»، دون تعليق من الوسطاء الأمريكيين والسعوديين.
إلا أن الوسطاء الأمريكيين والسعوديين أكدوا في بيان أن «القتال في الخرطوم بدا أقل حدة.. لكن المعلومات تفيد أنهما انتهكا الهدنة منذ بدء سريانها رسمياً».
وأفاد بيان متأخر لقوات الدعم السريع على «تويتر» بـ«خرق قوات الجيش (الأربعاء)، الهدنة الإنسانية المعلنة». وأضاف، إن قوات الجيش «قامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري»، منوّهة بــ«إسقاط طائرة «ميغ» يتواجد حطامها في منطقة أُمبدة» بأم درمان غربي الخرطوم.
ورد الجيش في بيان على «فيسبوك» بالقول: «تواصل قوات الدعم السريع المتمردة انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها». واتهم قوات الدعم السريع بـ«هجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (في دارفور)، ومواصلة احتلال المستشفيات.. ومطبعة النقود وسك العملة».
من ناحيتها، أبدت مبعوث الأمم المتحدة الخاصة إلى القرن الأفريقي، حنّا تيتيه، قلقها تجاه التطورات في السودان، وكتبت على «تويتر»: «التطورات في السودان مقلقة، تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.. ومع ذلك لا يزال القتال مستمراً».
وأضافت: «هذا غير مقبول، ويجب أن يتوقف.. يجب أن يكون الناس قادرين على عيش حياتهم في سلام».
1800 قتيل
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها «إيه سي إل إي دي»، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك في البلاد، 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة، وفي مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور. بينما أكد سكان في الخرطوم أنهم استغلوا تراجع حدّة المعارك، للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم.
ولكن في مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، بدا المشهد مقلقاً، بحسب ما كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان، طوبي هارورد، على «تويتر»: «إنني قلق للغاية من التقارير الواردة من زالنجي، وسط دارفور، حيث كانت المدينة محاصرة من قبل الميليشيات المسلحة خلال الأيام الماضية، وانقطعت الاتصالات».
وزاد: «وفقاً للتقارير، تعرضت مكاتب ودور الضيافة (التابعة للأمم المتحدة)، والخدمات العامة، والمنشآت الحكومية، والبنوك، والمنازل الخاصة، للهجوم والنهب.. واستهداف مرافق الرعاية الصحية».
وطالب المسؤول الأممي «السلطات الشرعية باستعادة السيطرة على المدينة، وضمان احترام «إعلان جدة» بالكامل».
في الأثناء، قال خبير الأمم المتحدة، المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر: «يشعر الناس بالوحدة، وأنه تم التخلي عنهم، وسط النقص المزمن في الطعام ومياه الشرب… البلد كله أصبح رهينة».
بدوره، حذر خبير الشأن السوداني، أليكس دي فال من أن «مسار انهيار الدولة»، يهدد الآن «بتحويل السودان كله، بما في ذلك الخرطوم، إلى ما يشبه دارفور قبل 10 أو 15 عاماً». وأضاف دي فال: «هذه هي البيئة التي ازدهر فيها (…..)، حيث يحدد المال والرصاص كل شيء.. هذا هو مستقبل السودان إذا استمرت الحرب».
في وقت تتواصل فيه هجرة السودانيين إلى البلدان المجاورة، على رأسها مصر، وتشاد، وجنوب السودان، أما من لم يتمكنوا من الفرار، فيعتمدون على القليل من الإمدادات.
المصدر: الراكوبة