دخلت قمة مجموعة السبع الكبار G7 المنعقدة حاليا في مقاطعة كورنوال بشمال غرب إنجلترا يومها الثاني.
ومن المقرر أن تتركز المشاورات بين زعماء بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي، اليوم، على الملفات السياسية والأمنية، والمتعلقة بالسياسة الخارجية بشكل عام.
ووصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بريطانيا اليوم للانضمام إلى مشاورات G7 وحضور الجلسات الخاصة بالقضايا الدولية المتعلقة بالتنمية والبيئة ووقف الحروب والنزاعات الإقليمية والقضايا الاجتماعية، مثل التعليم وحقوق المرأة والتنمية المستدامة ومحاربة الجريمة المنظمة والهجرة وغيرها.
ويأتي ذلك على خلفية تواصل المظاهرات الاحتجاجية ضد المشاركين بالقمة في كورنوال.
التنافس مع الصين
من المتوقع أن تعلن مجموعة السبع خلال قمة اليوم عن إطلاق مبادرة جديدة تخص البنى التحتية في العالم، في خطوة تأتي ردا على “مبادرة الحزام والطريق” الصينية.
وأوضح مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين اليوم أن زعماء المجموعة يأملون أن تتيح مبادرتهم المعروفة باسم “بناء أفضل للعالم” فرصة لشراكة شفافة في مجال البنى التحتية، بهدف تقليص احتياجات الدول النامية التي تقدر حاليا بـ40 تريليون دولار، بحلول عام 2035.
ولفت المسؤول، حسب وكالة “رويترز”، إلى أن الغرب لم يقدم حتى الآن أي بديل إيجابي عن المبادرة الصينية، على الرغم من أنها تعاني من “انعدام الشفافية وضعف معايير البيئة والعمل والنهج القسري”، مشددا على أن المبادرة الجديدة لـG7 لن تأتي لمجرد مواجهة الصين، بل كـ”بديل إيجابي يعكس قيمنا ومعاييرنا وأسلوبنا في إدارة الأعمال”.
وأكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة ستسعى أيضا إلى دفع الزعماء الآخرين في G7 إلى اتخاذ “إجراء ملموس بحق العمل بالسخرة في الصين”، وإدراج انتقادات بحق بكين في بيانهم الختامي.
الخلافات البريطانية-الأوروبية
أصبحت الخلافات التي برزت بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في فترة ما بعد “البريكست” من المسائل السائدة في المشاورات الجارية بين زعماء G7 في كورنوال اليوم، على الرغم من عدم إدراج هذا الملف رسميا على أجندة القمة.
وناقش رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذه المسألة اليوم خلال اجتماعات ثنائية عقدها على هامش القمة مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وشددت فون دير لاين في أعقاب الاجتماع مع جونسون وميشيل على ضرورة تنفيذ اتفاق “البريكست” المبرم بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مع ضمان السلام في أيرلندا الشمالية، معربة عن الوحدة التامة لدول التكتل الـ27 إزاء هذه المسألة.
وقالت: “اتفاق الجمعة العظيمة (الخاص بتسوية النزاع في إيرلندا الشمالية) والسلام في جزيرة أيرلندا أمران أساسيان… ويجب على الجانبين تنفيذ ما اتفقنا عليه”.
بدوره، عرض ماكرون على جونسون “إعادة ضبط العلاقات مع بريطانيا” إذا التزمت لندن بالاتفاق المبرم، وأصر على طلبه من المملكة المتحدة تطبيق البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية والسماح باستخدام المياه الإقليمية البريطانية للصيادين الفرنسيين والأوروبيين، للفترة الزمنية المتفق عليها.
في المقابل، أكد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني (“داونينغ ستريت”) أن جونسون أعرب لرئيسة المفوضية الأوروبية عن التزام لندن بإيجاد حلول عملية لخروج بريطانيا من الاتحاد، ضمن إطار البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية.
كما أشار جونسون لميركل إلى ضرورة “الحفاظ على سيادة المملكة المتحدة ووحدة أراضيها”.
بدوره، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن فخره بأصوله الإيرلندية، قائلا إن واشنطن لن ترحب بأي خطوات تعرض اتفاقية “الجمعة العظيمة” المبرمة في عام 1998 للخطر.
المصدر: RT + “رويترز”