تقع مدينة او قرية التكينة في ولاية الجزيرة، محلية الكاملين، وهي تبعد حوالي 73 كيلو متراً جنوب العاصمة الخرطوم.
درجت مليشيا الدعم السريع على مهاجمة القرى والمدن الآمنة، وذلك لأغراض كثيرة، منها كما هو معلوم للجميع الشفشفة، ونهب ثروات المواطن الأعزل، في كل بقاع السودان، ولكن ما حصل في ولاية الجزيرة يختلف تماماً عن باقي ولايات السودان الأخرى التي دخلتها يد الغدر والخيانة.
فمليشيا الدعم السريع، قد أهانة إنسان هذه الولاية بكل أنواع الإهانة، مدعية بذلك حمايتها للمدنية، التي اصبحت تبحث عنها في أطراف قرى الجزيرة الآمنة، التي لا يوجد فيه حتى ابسط نوع من أنواع الوجود العسكري، بعض المناطق لا يوجد فيها بسط أمن شامل، ومع ذلك تم تهجير أهل هذه القرى، ونهب ممتلكاتهم، والتعدي على أعراضهم.
وبالأمس القريب قامت مجموعة من هذه المليشيا تتبع للقائد قجة، بإقتحام قرية التكينة، باحثة عن الوقود، ولكن الأهالي في هذه القرية تصدوا لها بكل شجاعة وإستبسال، ما جعلها تتراجع، وقد أتى القائد المليشي كيكل مدعياً حماية هذه القرية، ما جعل أهل القرية أيضاً يتصدون لقواته، ويجبرونها على الإنسحاب، وبالتالي قامت المليشيا بالتدوين العشوائي من منطقة الخور على أهالي القرية، ما أدى إلى عدد من الشهداء والجرحى.
رغم قلة السلاح والخبرة في القتال لكن أهل التكينة تصدوا لقوات الدعم السريع بكل صلابة، لأنهم يعلمون تماماً ما يؤول إليه حالهم إذا وطأت أقدام هؤلاء الأوغاد بيوت هذه البلدة، ولم يكن اليوم الأول التي تهاجم فيه هذه المليشيا التكينة، بل تمت مهاجمتها لليوم الثاني على التوالي، ومع ذلك لم تستطيع دخولها، رغم الأسلحة الفتاكة التي بحوزت هذه المليشيا الإرهابية.
فما الذي أدى إلى تراجع هذه المليشيا وانسحابها من التكينة؟.. رغم أنها تريدها ان تكون جزء من دفاعاتها الأمامية، لمواجهة متحركات جيش العزة والكرامة.
إنها عزيمة الرجال يا سادة، لقد أبلى مواطنوا التكينة بلاءاً حسناً في مواجهة هذه القوات الهمجية البربرية، التي لا تكترس لمواطن أعزل، او طفل، او شيخ مسن، او إمرأة، وكل ما يهمهم هو الإنتصار ولو خالف ذلك كل الأعراف والتقاليد، والقوانين الإلهية والعرفية، لا قانون، لا أخلاق يحكم هذه المليشيا.
ما فعله أهل التكينة هو فقط ما تفهمه قيادة هذه المليشيا الإرهابية.
نعم قوة السلاح فقط هو ما تفهمه مليشيا الدعم السريع، وغير هذا إنما يكون ضرباً من الخيال والجنون، وعدم القدرة والضعف والهوان الإنكسار.
فيا أهل الجزيرة، عليكم بتنظيم صفوفكم، وفزعة أخوانكم في كل مكان، فالعدولايفهم إلا قوة السلاح، وما النصر إلا من عند الله.
“وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” صدق الله العظيم.
تأملوا هذه الآية المباركة، فإنها قد نزلت في أمثال هؤلاء المرتزقة، الذين يدعون أنهم أقوياء، وأنتم الضعفاء، ولكن بحول الله وقوته بهذه القوة البسيطة استطتعم هزيتمهم شر هزيمة، فعليكم بالصبر والمجاهدة، وما النصر إلا صبر ساعة.
بقلم: يوسف الصديق