عقد المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” اجتماعاً مهماً بالعاصمة الكينية #نيروبي في الفترة من 17-20 ديسمبر 2023 ناقش خلاله التطورات في ساحة الوطن مع دخول الحرب شهرها التاسع واتساع رقعتها وتمددها من #الخرطوم لولايات #دارفور وكردفان، وأخيراً لولاية #الجزيرة وتخوم ولايات أخرى، مما يضاعف معاناة شعبنا وينشر مزيداً من الموت والتدمير والتشريد والانتهاكات، وأكد الاجتماع أنه لا بديل لإنهاء هذه الكارثة وانتشال وطننا من شفا حفرة الحرب الأهلية والفوضى الشاملة والتقسيم إلا بوقف القتال فوراً وبدون تأخير واعتماد خيار الحل السياسي التفاوضي، وشدد الاجتماع بأنه لا حلول عسكرية مشروعة للأزمة السودانية وأكد أن طرفي النزاع يتحملان مسؤولية الانتهاكات التي نتجت عن هذه الحرب والتي نؤكد ادانتنا لها بأقوى أشكال الإدانة.
حيا المجتمعون ذكرى #ثورة_ديسمبر_المجيدة، ومحطاتها البارزة التي شهدت جولات من المقاومة الجماهيرية – ضد نظام “الإنقاذ” – حوّل فيها السودانيون معاناتهم إلى غضبٍ نبيل وثورةٍ على واقع الاستبداد الغاشم، مستهدين بالسّطْع الدامي المتدفق من شرايين الشهداء، حتى حسموا المعركة لصالح إرادتهم الموحدة بعد ثلاثين عاماً لم تتوقف خلالها جولات المقاومة الباسلة إلّا لتبدأ مرةً أخرى بحثاً، بدأب النمل، عن وطنٍ جديد ترفرف فوقه رايات الحرية والسلام والعدالة.
لكنّ قوى النظام المدحور الآثمة واصلت تربصها بآمال شعبنا وحقه في الحرية والحياة الكريمة، وظلت تضع العراقيل في مسيرة الانتقال حتى تمكنت من تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر فعاد السودانيون للشوارع والنشيد، مؤكدين ألّا قوة على وجه الأرض تحول بينهم وبين تحقيق حلمهم بالوطن الجديد .. ومع رفض شعبنا للانقلاب وإصراره على استرداد مسار التحول المدني الديمقراطي، لم تتورع قوى النظام المباد من إشعال حرب 15 أبريل انطلاقاً من سقفهم الأخلاقي الخفيض الذي لا يقيم وزناً لدماء السودانيين وتدمير ممكنات وطنهم ووضعه على شفير الانهيار الكامل والتقسيم، ظناً منهم أن إشعال الحرب سينهي مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة ويحقق أحلاهم في العودة للسلطة، متناسين أن ثورة ديسمبر هي الراية والغاية، وأن شعبنا لن يسمح بإسقاط تلك الراية حتى يبلغ الغاية وهي اللحظة التي يكتمل فيها خلاص الوطن من ميراثه حكمهم البغيض ويصبح وطناً يسع جميع أهله ويحيطهم بشروط الوجود الكريم بلا تمييز ولا تهميش.
أولاً: الوضع السياسي الراهن وجهود وقف الحرب:
1- الشروع الفوري في الاتصال بقيادة #القوات_المسلحة و #الدعم_السريع والجلوس معهما لضمان اتخاذ حزمة من الترتيبات العاجلة لحماية المدنيين وحثهم للانصياع لصوت العقل والوفاء بتعهداتهم المعلنة بعدم التعرض للمدنيين في أماكن سيطرتهما، وتوفير ممرات امنة، وايصال المساعدات بشكل عاجل، والعودة العاجلة للتفاوض عبر #منبر_جدة والاستجابة لمقترح قادة دول #الإيقاد بعقد لقاء مباشر بين القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع من أجل الوقف غير المشروط لإطلاق النار لمعالجة الكارثة الإنسانية وابتدار المسار السياسي السلمي لمخاطبة قضايا الأزمة بعقل وطني جماعي يفضي للتوافق على مشروع وطني يخاصم الاستبداد ويطوي صفحة الحروب.
2- التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي لدعم جهود الاستجابة للكارثة الإنسانية ومعالجتها ودعم جهود الحل السلمي التفاوضي، وفي هذا السياق فإننا في تقدم ندعو لعقد جلسات عاجلة لمجلس #السلم_والامن_الافريقي ومجلس الامن لمتابعة التطورات السياسية في البلاد، وتوفير آليات لحماية المدنيين وإيصال المعونات العاجلة من قبل المؤسسات الدولية بما يشمل: انشاء معسكرات للنزوح الداخلي بحماية دولية ووضع آليات فعالة قيد الاستعداد لحماية المدنيين وفتح الممرات الانسانية بإشراف دولي.
3- رحب الاجتماع بتشكيل مجلس حقوق الانسان لجنة برئاسة #محمد_شاندي للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات التي وقعت منذ اندلاع الحرب.
ثانياً: عقد المؤتمر التأسيسي:
1- أكمل الاجتماع إعداد خطة العمل لعقد المؤتمر التأسيسي الجامع للقوى الديموقراطية المدنية – استناداً على تقارير وخطط اللجان المختلفة – ورفعها للمجلس القيادي الذي أجازها في اجتماع إسفيري بعد ظهر اليوم، حيث تقرر عقد المؤتمر التأسيسي خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير القادم.
2- تقرر تشكيل لجنة تحضيرية تتولى مهام التنسيق والتنفيذ للأنشطة التي ستقود للمؤتمر التأسيسي، بما فيها مهمة البناء في ولايات السودان المختلفة وفي المهاجر، لتنظيم أوسع جبهة مدنية ديمقراطية من السودانيين والسودانيات المتطلعين لإنهاء الحرب وتحقيق غايات ثورة ديسمبر المجيدة.
هذا وفي خاتمة الاجتماع تقدم المكتب التنفيذي بالشكر لدولة #كينيا، قيادة ً وحكومةً وشعباً، على استضافتها للاجتماع ومواقفها الداعمة لوقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان. الأربعاء 20 ديسمبر 2023