الاعتداء على يتيمات خميس مشيط
مستعرضة القوة حيث ينبغى ان تظهر الرحمة، ومستخدمة الوحشية بدلا عن الرعاية والخدمة ، اقدمت القوات الامنية السعودية الاسبوع المنصرم ، وفى مشهد صادم على اقتحام دار لايواء اليتيمات فى مدينة خميس مشيط فى منطقة عسير.
انه بلد المفاجآت ولا جديد فيه الا مايسوء وجوه الصامتين ويثير حنق الاحرار والثائرين ، ففى المشهد الاعتداء على يتيمات مركز خميس مشيط – الذى حظى بتفاعل واسع – يظهر عدد من أفراد الأمن السعودى وبرفقتهم آخرون بزى مدنى وهم يعتدون بوحشية بالغة على يتيمات المركز ، فى صورة اقل ما توصف بها انها غياب الرادع الدينى والأخلاقى والقانونى ، وقد وثقت الكاميرات صراخ اليتيمات وهروبهن أمام هجوم شرس لأفراد بزى مدنى تحت حماية رجال الأمن السعودى ، وتعرض العديد منهن للضرب المبرح والسحل واستخدام الهراوات والعصى المعدنية ، فى مشهد مروع يوثق للوضع الحرج الذى يعيشه المواطن السعودى ، والقهر الذى يتعرض له فى ظل حكم ال سعود .
وأظهر تسجيل مسرب ثلاثة رجال يجتمعون حول يتيمة من رعايا المركز ويشبعونها ضربا وجلدا ويكاد أحدهم ان يكسر ذراعها فى ما يشد اخر شعر فتاة أخرى فى واحد من اكثر المشاهد وحشية من بين ما وثقته الكاميرا من مشاهد العدوان على اليتيمات
لقد وصل الظلم فى السعودية الى مستوى لم يكن ليقدم عليه حتى اكثر المجرمين اجراما ، نقول هذا لأن ما حدث اولا كان بحق نساء والواجب احترام المرأة بما يمنع حتى التلفظ بحقها بكلام حاد ناهيك عن الضرب والسحل والتعذيب ، وثانيا لان الاعتداء طال يتيمات لا عائل لهن وهن أمانة فى هذه الدار ويلزم الحفاظ عليهن واكرامهن لا اهانتهن وانتهاك حرماتهن وكشف سترهن ونزع حجابهن ، وكل ذلك يتم فى دولة تدعى الحكم بالشريعة الإسلامية ومما يؤكد على حماية السلطات لمرتكبى الجرم الشنيع البيان الصادر عن الداخلية السعودية والذى كان فى معظمه يدين الاعتداء على الممتلكات بدار الرعاية فى محاولة لتبرير العنف ضد الفتيات اليتيمات ، ويدعى البيان ان الاعتداء على اليتيمات جاء بعد تمزيقهن اوراقا داخل مكتب المديرة وقلب الطاولة ورمى بعض الأغراض على الأرض بحجة ان المديرة تنهب الأموال التى يتبرع بها الخيرون لرعاية اليتيمات ، وذلك حسب الرواية التى يتبناها من يبررون للاعتداء على الفتيات. لكن حتى لو افترضنا صحة هذه الرواية فهل يمكن لأى دولة ان تقوم بسحل الفتيات وانتهاك كرامتهن وجرهن من رؤوسهن
هؤلاء الجنود وأمثالهم من المعتدين على الفتيات اليتيمات اللائى لا حول لهن ولا قوة كانوا اكثر من جبناء فى ساحات الحرب حين اوصلهم بغيهم الى مواجهة مباشرة مع احرار اليمن ونتذكر جميعا مشاهد مخزية لهؤلاء المتنمرين ضد نسائهم وثقتها الكاميرات لحالات الرعب السعودى فى جبهات الحدود. المشتعلة على إمتداد سبعة أعوام من العدوان على اليمن
وماتقوم به السلطات ليس فعلا طارئا ولامتهورا لعناصر خارجة عن القانون بل سياسة ونهج يمارس خلف الاضواء وبشكل يومى ضد اكثر من ثلاثين ألف سجين رأى فى السعودية ويمارس النظام السعودى صنوف التعذيب ضد اطباء ومهندسين وعمال وعلماء وبتفاصيل باتت منتشرة عن مستوى الوحشية والاجرام الذى يتم بحق هؤلاء المعتقلين فهل تساءل المواطنون عن حقيقة ثلاثين ألف نفس مسلوبة الحرية و القدرة تحت رحمة هكذا جلادين ونعلم ان السقوط درجات والانحطاط مراحل لكن ما وصل اليه الإعلام السعودى والمحللين التابعين له لم يكن احد يتوقع ان يصلوا اليه فى تبريرهم للعدوان الغاشم على يتيمات لايجدن معيلا او قريبا ولايملكن عشيرة تثور وتنتصر لهن وتعاقب المجرم المعتدى، ففى سياق جريمة مكتملة الأركان لايجد المرء أمامها سوى إنزال أقسى العقوبات على مرتكبيها من كان يظن ان يظهر الإعلام السعودى بلهجة تفيد بأن الموضوع قيد التحقيق وانه يجرى البحث فى الأسباب ، لكن إدمان التطبيل لمثل هؤلاء المحللين افقدهم حسهم الطبيعى لمعرفة ان ما وثقته الكاميرات ليس له مبرر على الإطلاق مهما كان السبب ، فاليتيمات كن فى حالة اعتداء عليهن ولسن فى وضع هجوم على الإدارة مثلا ليقال مثل هذا الكلام ، وهل يعلم المواطن السعودى انه ليس من حق الأمن الاعتداء على الفتيات وتجريدهن من حجابهن والتعامل معهن بهذه الوحشية والغلظة المفرطة.
إن هؤلاء الغلاظ الشداد أمام نساء بلدهم اليتيمات اللائى لاحول لهم ولاقوة هم أنفسهم دعاة التعايش السلمى والحوار مع الصهاينة المغتصبين المعتدين على الأرض والعرض ، هؤلاء الذين روعوا شعبهم وتصنعوا الشراسة امام فتيات مستضعفات هم ذاتهم الجبناء الباحثين عن رضا واشنطون والداعين لتقبل المستوطنين ، هؤلاء هم الاقل حظا من نخوة العربى وقيم المسلم ورحمة الاتسان السوى.
سليمان منصور