أخبار السودان:
قال مدير منظمة الصحة العالمية، ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم جيبريسوس، وهو مواطن من تيجراي الإثيوبية، إن بلاده في ورطة، وأنه يشعر بألم شخصي جراء ما يجري في موطنه .
وأعرب جيبريسوس عن قلقه البالغ إزاء استمرار الأزمة الإنسانية في الإقليم وفي مخيمات اللاجئين بالسودان، مشيرًا إلى أنه لا يعرف شيئا عن شقيقه الأصغر إذ قطعت الاتصالات ولا يمكنه التواصل معهم.
وقال: “كان عام 2020 صعبًا، ويبدو أن الجائحة لم تكن كافية حيث تعيش بلدي في مأزق بسبب الحرب .. لا يمكنني القلق بشأن شقيقي الأصغر وأقاربي وحدهم لأن الوضع يزداد سوءا”.
وكانت الحكومة الإثيوبية، اتهمت تيدروس الذي شغل منصب وزير الصحة في الحكومة الإثيوبية السابقة خلال الفترة من 2005 حتى 2012، في 19 نوفمبر الماضي، بالضغط لصالح جبهة تحرير تيجراي، التي تقاتل القوات الفيدرالية الإثيوبية، وأنه “لم يدخر جهدًا” لدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ومساعدتهم في الحصول على أسلحة.
على الفور نفى مدير منظمة الصحة العالمية، تلك الاتهامات في تغريدة له عبر حسابه على تويتر: “أفادت تقارير بأني منحاز إلى طرف في هذا الوضع، هذا ليس صحيحًا، وأريد أن أقول، أنا مع طرف واحد فقط، هو السلام”.
وتابع في نفيه للاتهامات الإثيوبية له، أنه رأى الطبيعة المدمرة للحرب في صغره، وهي تجربة دفعتني للعمل دائمًا من أجل السلام.
وأجرت ليتيتيا بدر، مديرة منظمة “هيومن رايتس ووتش” بالقرن الأفريقي، مقابلات مع اللاجئين الذين فروا من القتال في تيجراي نحو السودان، الذين أكدوا أن الصراع تسبب في خسائر فادحة بين المدنيين في المنطقة.
وتحدثت عن قطع الاتصالات بالإقليم في تعتيم متعمد من الحكومة الإثيوبية، للتستر على الجرائم التي ترتكب هناك، كما تحدثت عن صعوبة الوصول إلى مخيمات اللاجئين، والطرق الوعرة التي اضطرت إلى السير بها للوصول إلى اللاجئين.
تشتت العائلات في عجلة من أمرهم للفرار من الحرب، تاركين وراءهم أقارب مسنين، فضلاً عن ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية، وانقطعت أخبار من بقي في الإقليم، ومثل ألوف غيره ممن فروا إلى السودان جراء الصراع المستعر، ترك رجل في الـ70 من عمره أهله وكثيرًا من متاعه وراء ظهره، وروى كيف حمل ملابس زوجته أثناء هروبه من تيجراي، وأنه بعد 5 أسابيع لم يعرف شيئا عنها.
وقال عن صدمة سكان الإقليم في بداية اندلاع المعارك، واضطرارهم إلى الفرار من الحرب: “الحياة انقلبت رأسًا على عقبًا في ساعات، أمهات قلن إنهن كن يجلسن في بيوتهن يخبزن عندما اضطررن إلى الفرار دون أطفالهن بعد قصف مكثف بالقرب من منازلهم”.
ويقول لاجئون من تيجراي، إنه فور اندلاع المعارك فر العديد منهم سيرًا على الأقدام، إلى البلدات والأراضي الزراعية غرب ووسط الإقليم، وبعد قطع الاتصالات والإنترنت، اضطر سكان الإقليم في الاعتماد على الأحاديث الجانبية والشائعات لاتخاذ قرارات “مصيرية سريعة”، هربًا من الحرب.
روى آخرون قصصًا مشابهةً إلى حد كبير، وانفجر الآباء في البكاء أثناء وصفهم الجهود المبذولة للعثور على أنبائهم. وذكر بعضهم أنهم وقعوا في مرمى النيران المتبادلة بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير تيجري في الأراضي الزراعية أثناء محاولتهم الفرار أو الاختباء.