اكتشف العلماء ما يمكن اعتباره “أفضل حيوان محفوظ من العصر الجليدي على الإطلاق”، والذي عثر عليه على عمق 7 أمتار تحت الأرض في نفق متجمد في أعماق القطب الشمالي السيبيري.
وأكدت نتائج الدراسة التي أجريت على بقايا هذا المخلوق، أن شبل أسد الكهف المحفوظ تماما، هو أنثى نفقت قبل نحو 28 ألف سنة.
ويدعي العلماء من مركز علم الوراثة القديمة بستوكهولم في السويد، أن الشبل، الملقب بـ”سبارتا” (Sparta)، هي على الأرجح أفضل حيوان محفوظ من العصر الجليدي تم اكتشافه على الإطلاق.
وكان عمر “سبارتا” أقل من شهرين عندما ماتت، وهي ما تزال مغطاة بالفراء الذهبي، وحتى الأسنان والجلد والأنسجة الرخوة والشوارب لا تزال سليمة، ما يجعلها تبدو كأنها نائمة فقط.
وما تزال مخالبها حادة بما يكفي لوخز أصابع العلماء الذين يدرسون هذه العينة الرائعة.
ووقع الحفاظ على “سبارتا” في التربة الصقيعية، وكانت واحدة من بين اثنين من أشبال أسد الكهف، القطط الكبيرة المنقرضة، التي اكتشفت في نفس المنطقة من قبل صيادين على ضفاف نهر Semyuelyakh.
وكان يعتقد في الأصل أن الثنائي كانا شقيقين حيث عثر عليهما على بعد 49 قدما فقط عن بعضهما، لكن الدراسة الجديدة كشفت أن “سبارتا” عاشت بعد 15 ألف عام من الشبل الآخر.
ويبلغ عمر الشبل الثاني “بوريس”، الأكبر بين المخلوقين، 43448 عاما، وفقا للتأريخ الكربوني اللاسلكي، وكان عمره أيضا بين شهر وشهرين عندما مات، بينما يبلغ عمر “سبارتا” 27962 سنة.
ولم تكشف عمليات المسح التي أجراها باحثون روس ويابانيون على الحيوانين أي دليل على مقتلهما على يد حيوان مفترس.
وقال الفريق إن عمليات المسح كشفت عن تلف في الجمجمة وخلع في الضلوع ومشاكل أخرى في الهياكل العظمية.
وأضاف الباحث لوف دالين لشبكة “سي إن إن”: “بالنظر إلى الحفاظ عليها، لا بد أنها دفنت بسرعة كبيرة. لذلك ربما ماتوا في انهيار طيني، أو سقطوا في صدع في التربة الصقيعية”.
موضحا: “تشكل التربة الصقيعية شقوقا كبيرة بسبب الذوبان والتجميد الموسمي”
وانقرضت الآن أسود الكهوف في أوروبا ولكنها كانت تجوب في جميع أنحاء أوروبا وإلى ألاسكا حتى تم إغلاق الجسر البري قبل 10 آلاف عام.
وعند البلوغ، كان من الممكن أن يصل طول هذه الحيوانات إلى 3 أقدام و9 بوصات و6 أقدام و 9 بوصات من دون الذيل.
وأوضح فريق البحث أن “سبارتا” كان لديها فرو رمادي باهت أكثر بقليل من “بوريس”. لذلك، من الممكن أن يكون لون الضوء سائدا مع تقدم العمر في أسود الكهوف وكان متكيفا مع المناظر الطبيعية الشمالية المغطاة بالثلوج.
وأشار الفريق إلى أن الفرو غير تالف إلى حد ما، لكن “بوريس” أكثر تضررا، رغم أنه لا يزال في حالة جيدة بالنظر إلى عمره.
وكانت هناك سلسلة من الاكتشافات في منطقة الحفريات الحيوانية المنقرضة، بما في ذلك وحيد القرن الصوفي ودب الكهف وجرو كلاب محفوظ تماما.
واستخدم العلماء الأشعة المقطعية والاختبارات الجينية لتحديد أن الشبل الأصغر كان أنثى والشبل الأكبر، “بوريس” كان ذكرا.
وتتمثل الخطوة التالية في إجراء تسلسل كامل للحمض النووي لـ”سبارتا” للكشف عن التاريخ التطوري لهذا المخلوق وأسود الكهوف بشكل عام.
ويمكن أن يخبرنا ذلك عن حجم هذه الكائنات المنقرضة منذ فترة طويلة، وسماتها الجينية.