اضعت نضالك ولوثت تاريخك ياسهير
العدو الصهيونى احد أبرز واجلى مصاديق الظلم والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان والتعدى على القيم والاخلاق والمبادئ.
قد يختلف الناس فى مدى رفضهم للعدو الصهيونى والى اى درجة يتعاطون معه لكنهم حتما – الا من كان غير سوى وهذا لايعتد به – لا يختلفون فى انه يحتل ارضا ليست له ، إنما هى اراض الأقل لشعب مقسم ما بين ملايين يعيشون فى الشتات وممنوعين من حقهم الطبيعى المشروع فى العودة لارضهم ، وآخرين يعانون من سياسات العدو المحتل لارضهم ، ويعيشون ظروفا قاسية ، ما بين محاصرين فى غزة ، ومرغمين بقوة السلاح على الخضوع للظلم ، وهم يرون أراضيهم تمنح لقطعان المستوطنين.
هاهو العدو الصهيونى المجرم يمارس الظلم والقهر والعدوان والقتل والتهجير بحق الشعب الفلسطينى ، ومع ذلك نجد بعض الناشطين والاعلاميين والسياسيبن يتواصلون مع العدو ، وتختلف درجات التواصل هذه ، فمن الأنغماس التام فى مستنقع التطبيع الاسن ، إلى التواصل مع العدو والتنسيق معه فى بعض المحافل ، إلى التواصل الثقافى والاعلامى والرياض ، ويعتبره البعض أمرا لا محذور منه ، وفى الواقع ان كل هذا كلام غير صحيح ، فالتواصل مع العدو باى شكل من الأشكال خيانة للشعب الفلسطينى المظلوم بل اشتراك فى الظلم واصطفاف مع العدو ، ولو ان الجميع التزموا بالمقاطعة التامة للعدو فى كل شيئ لاسهموا معا فى محاصرته والتضييق عليه وتحجيم قدراته فى العدوان على الشعب الفلسطينى ، وان تقدموا خطوة وتمكنوا من دعم المقاومين الفلسطينيين وكل من يتصدى للعدو لشاركوا فى صناعة النصر المرتقب.
اليوم نتوقف مستغربين ظهور الإعلامية الكبيرة الأستاذة سهير عبد الرحيم على التلفزيون الاسرائيلى ، وهذا فى حد نفسه امر خاطئ ، وتصرف غير مقبول ، بغض النظر عن الموضوع الذى تم تناوله فى اللقاء ، حتى لايقول لنا احد ان سهير كانت ضيفة على حلقة تحدثت عن موضوع اجتماعى (فتاة الاستوب) ، فمجرد الظهور على قنوات الكيان الغاصب القاتل المجرم يعتبر اعترافا به ، وهذا لا ينسجم قط مع الموقف الثورى النضالى الشجاع الذى اتسمت به الأستاذة سهير ، وهى تقف بقوة وصلابة وشجاعة ضد استبداد البشير وحكومته ، وتناصر المظلومين ، وقد دفعت اثمانا باهظة مقابل تمسكها بمبادئها وتصديها للطغيان ، فكيف بمن كانت هذه سيرته ان يلوثها بالظهور على تلفزيون المجرمين القتلة الغاصبين.
أخطأت كثيرا يا أستاذة سهير لقبولك دعوة التلفزيون الاسرائيلى والحديث اليه ولطخت تاريخا ناصعا كان لك ولوثت صفحات بيضاء مشرقة كنت قد صنعتيها بصمودك ومعارضتك للطغاة.
سليمان منصور