استمرار الحرب يهدد الملايين بالمجاعة
صورة قاتمة يرسمها كثيرون للوضع العام في البلد والحرب المدمرة تكمل شهرها الخامس عشر دون اى امل يلوح في الأفق لانفراجة قريبة يمكن أن تبشر باقتراب انتهاء معاناة المواطنين التى استطالت وهي مرشحة بكل اسف للمزيد من الاستمرار طالما الحرب القاسية تمضي بلا توجه حقيقي من اطرافها لانهائها.
هذه الصورة المأساوية تحدثت عنها تقارير المنظمات الأممية المختصة ويؤكدها الواقع على الأرض وهي الخوف من تأثر ملايين المواطنين بالمجاعة في ظل عدم تمكن آلاف المزارعين في ولايات الجزيرة والخرطوم وكردفان ودارفور والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق من زراعة أرضهم بسبب تمدد الحرب الي مناطقهم ويؤدي ذلك إلى عدم توفر آلاف الاطنان من المواد الغذائية المختلفة التي يشكل غيابها ندرة كبيرة جدا في الأسواق وتاتي هذه مع عدم تلقي اغلب الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص مرتباتهم وفقدان العاملين في الأسواق لأعمالهم وانقطاع ارزاقهم مما يجعلهم لايستطيعون مجابهة تكاليف الحياة المتزايدة بصورة فلكية وبكل اسف يتزامن ذلك مع الغياب التام والكامل للحكومة عن القيام بواجبها بل تراها تحاول الضغط على الناس لا التخفيف عنهم.
هذه الأوضاع الحرجة في بعض المناطق التي لم تصلها الحرب دفعت جزءا من الناس وفيهم نساء وأطفال للقيام بأعمال شاقة يوميا لتوفير قوتهم اليومي، في حين لم يصرف العاملون في الدولة سوى أجر شهر واحد طول الفترة السابقة، مع صعوبة الحصول على السيولة النقدية في ظل توقف البنوك عن العمل بمناطق سيطرة الدعم السريع و عدم استقرار سعر الصرف.
وتشهد أسواق الجزيرة تباينا واضحا في الاسعار، إذ ارتفعت أسعار بعض السلع الاساسية ارتفاعا كبيرا قابله انخفاض في أسعار المحاصيل من قبل التجار المشترين.
هذه الأمور مع بعض تفضي في النهاية إلى تهديد ملايين المواطنين بالمجاعة ونسأل الله أن يلطف بهم وينهي معاناتهم وتعود بلادنا امانا وسلاما ويعود الناس إلى متاجرهم ومزارعهم ووظائفهم واعمالهم ويمارسون حياتهم الطبيعية.
سليمان منصور