استشهاد قادة حزب الله: دعم أمريكي واضح لإسرائيل وتصعيد الصراع
في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، تُظهر الولايات المتحدة تناقضا واضحا بين تصريحاتها وتحركاتها على الأرض. فعلى الرغم من تأكيدها المتكرر أنها “تبذل قصارى جهدها لمنع التصعيد واتساع دائرة القتال”، فإن أفعالها تشير إلى نوايا مغايرة، حيث تواصل إدارة الرئيس جو بايدن تعزيز وجودها العسكري في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط عبر إرسال مزيد من القطع البحرية العسكرية. هذه التحركات لا يمكن فصلها عن دور واشنطن المستمر في دعم العدوان الإسرائيلي وتقديم الغطاء السياسي والدبلوماسي له.
هذا التصعيد الإسرائيلي، بدعم أمريكي واضح، لا يمكن النظر إليه على أنه مجرد تحركات عسكرية منفصلة، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض نفوذ محور المقاومة في المنطقة، لا سيما حزب الله في لبنان، الذي يعد من أبرز القوى التي تقف في وجه المخططات الإسرائيلية والأمريكية. وفي هذا السياق، تتضح النوايا الأمريكية في تصريحات كبار المسؤولين التي تؤكد أن مقتل قادة حزب الله “لا يستدعي أي أسف”، وهو ما يعكس انحيازا صارخا ضد حركات المقاومة.
إيران تعتبر هذا الموقف الأمريكي ليس فقط تهديدا للبنان وحزب الله، بل هو تهديد لأمن واستقرار المنطقة بأسرها. فالولايات المتحدة، التي تزعم حرصها على منع التصعيد، تقوم بتأجيجه من خلال إرسال تعزيزات عسكرية وتقديم الدعم غير المحدود لإسرائيل. هذا الموقف يفتح الباب أمام احتمالات توسع دائرة القتال لتشمل دولا أخرى في المنطقة، وهو ما قد يجر الشرق الأوسط إلى مزيد من الفوضى والصراع.
وأخیراً، إنَّ هذه السياسات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لن تؤدي إلا إلى تعزيز المقاومة وتصليب مواقف القوى المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة.
احمد هيثم