اثار بشعة للحرب تؤكد. ضرورة وقفها
مما لاخلاف حوله ان الحرب – اي حرب – كل ما طال امدها تعددت آثارها وزادت معاناة الناس من تبعاتعا ، وتكفي اي قصة من هذه القصص المؤلمة لدفع اطراف النزاع في السودان إلى وضع حد لاقتتالهم الذي يجلب المزيد من البلاء لاهلهم.
وقد نقلنا من قبل صورا مختلفة من معاناة المواطنين مع هذه الحرب وقسوة الظروف التى يعيشونها ، ونفرد مساحتنا اليوم لإحدى هذه القصص الحزينة متمنين أن تضع الحرب اوزارها وتنتهي معاناة الناس
وتحكي القصة جانبا من مأساة نازحين من سنجة بعد أن دخلها الدعم السريع.
تقول القصة الحزينة
بعد رحلة استمرت أكثر من 70 ساعة تمكنت أسرة محمد عبد الله ، الفارة من مدينة سنجة من الوصول إلى إحدى القرى المتاخمة لمدينة القضارف رغم أن المسافة بين المدينتين لا تستغرق أكثر من 3 ساعات في اسوأ الأحوال.
ويواجه الفارين من القتال المحتدم في مناطق النيل الأزرق وسنار مصاعب كبيرة في ظل انحسار المخارج الآمنة، وإغلاق الجسور الرابطة بين المدن والمناطق المختلفة ووعورة الطرق.
وتكمن المعضلة الأكبر بالنسبة لسكان المناطق المتأثرة في النيل الأزرق وسنار في سرعة انتشار القتال وشموله مناطق جديدة خلال فترة قصيرة.
ويقول عبد الله لموقع سكاي نيوز عربية “عندما تحركنا من منزلنا في سنجة كنا نظن أن وجهتنا ستكون مدينة الدندر التي تبعد نحو ساعة، لكن قبل وصولنا إليها سمعنا باشتباكات تدور هناك مما جعلنا نفكر في طرق بديلة تبعدنا عن المنطقة ككل”.
ويضيف “كانت رحلة شاقة أصابت الأطفال بالكثير من الرهق قطعنا بعض مسافاتها مشيا على الأقدام وبعضها على ظهر دواب، قبل أن نتمكن في نهاية المطاق من العثور على شاحنة وافق سائقها على اصطحابنا على ظهرها في ظل طرق وعرة وظروف مناخية صعبة بسبب كثرة الخيران وهطول الأمطار في بعض المناطق”.
ووفقا لمنظمات أممية ومحلية، فقد دفع القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع حول منطقتي سنجة وسنار، أكثر من 150 ألف من السكان للفرار بحثا عن مناطق آمنة في ظل أوضاع إنسانية بالغة السوء فاقمها أكثر سقوط الأمطار في بعض المناطق.
وبعد سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل موية الاستراتيجية الرابطة بين عدد من الولايات الحيوية في وسط وغرب السودان، في الرابع والعشرين من يونيو، امتدت الاشتباكات إلى مدينة سنجة التي سيطر عليها الدعم السريع أيضا بشكل كامل بعد ذلك .
انها إحدى الصور المؤلمة لنتائج واثار هذه الحرب القاسية ، وليت الأطراف المتحاربة تضع في حسبانها معاناة اهلهم وماينتظرهم من معاناة تزداد كل ما استمر القتال.
سليمان منصور