أخبار السودان :
ابادة المساليت توجب تحرك الجميع
اخبار مفجعة هذه التي ظلت ترد من ولايات الغرب بشكل عام ، وولاية غرب دارفور بشكل خاص ، وتحديدا مناطق المساليت ، التي ارتكبت فيها العصابات المجرمة ما يرقي الي جرائم الابادة والتطهير العرقي ، فلايمكن قط فهم مقتل وتهجير الاف المواطنين من قبيلة المساليت الا في إطار الابادة والتطهير العرقي ، وهي ما تتم ادانتها دوليا بلا خلاف ، وقد صدرت ادانات لهذه الجرائم البشعة قبل مدة ، والان بكل اسف يتكرر نفس العمل القبيح والمدان في نفس مناطق المساليت ، فكما اقتحم الدعم السريع مناطقهم سابقا ، وبالذات مدينة الجنينة ، وارتكب الموبقات ، وانتهك المحرمات ، هاهو يكرر فعلته المنكرة القبيحة في نفس المنطقة مرة اخرى ، وسط صمت مخز من كثير من الناشطين والاحزاب والجماعات التي تنافق الدعم السريع خوفا او طمعا وبئس المسلك مسلكهم.
وقد ارتكب الدعم السريع مجزرة الايام الماضية في منطقة اردمتا اذ تفيد الانباء ان مجزرة مروعة ارتكبت بحق مدنيين عزل ، وقد اتضح ان ما جرى تصفية عرقية ، وجريمة انسانية ، تستدعي تدخل المجتمع الدولي طالما ان الانسان السوداني لا يجد من يحميه.
محاولات الدعم السريع نفي المسؤولية عن هذه الجريمة والتملص منها لا تدخل عقل انسان ، فهو الجهة المسيطرة هناك ، وهو الجهة المهاجمة ، وكل ما يقع تحت مسؤوليتهم المباشرة.
ان الابادة العرقية التي تتعرض لها قبيلة المساليت من الدعم السريع والعمل على تهجيرهم وطردهم من ارضهم لهي جريمة كبرى تستدعي وقوف الجميع ضدها ، وفضح الدعم السريع ، والمطالبة بمحاكمة المتورطين في الجريمة والضغط لذلك.
وقد تمت نفس هذه الاعتداءات من قبل الدعم السريع في كل منستري وكرينك وقري مجمري وموليٍ.
وفي اردمتا كان الوضع كارثيا ووصل إلى منعطف خطير للغاية، فلثلاثة ايام استمرت قوات الدعم السريع في إقتحام المنازل وقتل المدنيين العزل وبدون أي مبرر. اذ لجأت ميليشيات الجنجويد إلى الإنتقام من المدنيين العزل الذين لاعلاقة لهم بتلك المعارك. وقاموا بنشر عناصرهم داخل الأحياء السكنية واقتحموا منازل المواطنين وقتلوا الناس وسرقوا الممتلكات ، وكل ذلك يجرى في ظل تعتيم إعلامي وقطع لخدمة الاتصالات بشكل متعمد، بالإضافة إلى الحصار ومنع دخول المساعدات مما وضع آلاف المدنيين المحاصرين أمام خيارين كلاهما مر، إما المخاطرة بالهروب أو الإختباء، دون معرفة ما سيؤول اليه مصيرهم، حيث أصوات البنادق والمتفجرات تلوث الأرض والسماء.
هذه الإنتهاكات تجرى بصورة منظمة وتحت إشراف قيادات الدعم السريع في الجنينة، بقصد القضاء على السكان الأصليين بمختلف إنتماءاتهم.
ان مايحدث كارثة بكل المقاييس وهي من الأفعال المحظورة كالقتل العمد والإبادة والجرائم ضد الإنسانية، وظلت مليشيات الجنجويد تمارسها بشكل منهجي ضد أفراد من جماعات عرقية محددة.
هذه الجرائم جميعها عرضة للعقاب ويجب أن لايفلت مرتكبيها من المحاسبة ، ويلزم ان نتحرك جميعنا للوقوف بوجهها ومعارضتها وفضحها ونصرة المظلومين.
سليمان منصور