إسرائيل واضطرابات شرق أفريقيا
لايشك احد في ان لإسرائيل دورا بارزا في تاجيج الفتن وتحريك الاضطرابات خصوصا في المحيط القريب من فلسطين وفي الدول ذات التأثير المباشر او غير المباشر على الصراع العربي الإسرائيلي ، ومع اي دور محتمل تلعبه دولة ما في نصرة فلسطين فان إسرائيل لاتألوا جهدا في النفخ في نار اى صراع وتذكيته بل وإيجاده من الأساس ان لم يكن موجودا.
وفي هذا السياق لايمكن أن يغيب عن بالنا الدور الإسرائيلى في اضطرابات شرق أفريقيا فالمنطقة حيوية ويمكن أن تصنع تأثيرا فارقا في الصراع باى وقت ، ويزيد اطلالها على البحر الأحمر والمحيط الهندي وتداخلها مع اليمن ومصر يزيد من اهتمام إسرائيل بها وقرارها بأهمية صناعة وجود لها على الأرض.
ويري محللون ان الخطوة الإثيوبية بالاتفاق مع جمهورية أرض الصومال وارتفاع حدة التوتر بين مقديشو واديس أبابا من جهة وتدخل القاهرة لصالح مقديشو من جهة اخري علاوة
على التوتر المصري الاثيوبي الموجود اصلا على خلفية تباين الرؤي والمواقف حول سد النهضة ، يري محللون ان هذه الاضطرابات لايمكن أن تقع دون يد للإسرائيلى فيها.
ان هذه الأزمة الجديدة في منطقة القرن الأفريقي تضاف إلى الأزمات المتعددة التي تحيط بمصر ، وتهدد مستقبل قناة السويس ودور مصر الرئيسي في دعم حركة التجارة الدولية ، والاستفادة منها وهذا ما تعمل إسرائيل على توظيفه لصالحها ان لم نقل انها ليست فقط تغذي الازمات وانما تختلق الأزمة ان لم تكن موجودة ، ولا يمكن اغفال دور إسرائيل في هذا النزاع الصومالى الإثيوبي القديم المتجدد.
وشدد محللون على أن الخطوة الإثيوبية الحالية رغم الاضطرابات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي لم تأت من فراغ وإنما بتخطيط إسرائيلي لشغل مصر عن التوترات الموجودة على الحدود في ظل الحرب على غزة.
ويري البعض أن تل أبيب تحاول إلهاء القاهرة بقضية جديدة مع إثيوبيا لتخفيف الضغط المفروض عليها من خطر دخول مصر في الحرب بغزة، مبينةً أن العلاقات القوية الحالية بين إسرائيل وإثيوبيا ساعدتها في تنفيذ ذلك.
ويقول المصريون ان الاتفاق الجديد يمثل خطرًا حقيقيًا على مصر، وممرها الملاحي الأهم في العالم، قناة السويس، كونه يتعدى الخدمات التجارية واللوجستية، ويقود إلى دور أمني إثيوبي في القرن الأفريقي يصل خليج عدن والبحر الأحمر ويهدد اقتصاد قناة السويس وحركه الملاحة الدولية.
ويرى مراقبون أن نجاح إثيوبيا في تحقيق ذلك الهدف سيمنحها نقطة انطلاق للتحكم في حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الواصل إلى قناة السويس، ما يهدد الأمن القومي العربي ومصالح مصر الاقتصادية والأمنية بشدة، إذا ما وظفت إثيوبيا نفوذها في الصومال لصالح أجندتها السياسية.
سليمان منصور