إسرائيل.. جيش مازوم وقيادة مرتبكة
وسط ازمات جمة يواجهها الجيش الصهيونى تسلم الجنرال هليفي منصب رئيس هيئة الأركان في جيش العدو ، وهو الذى يعيش العديد من الصعاب، ولا يدري كيف يواجهها ، فالجيش مازوم ، والقيادة مرتبكة ، والأوضاع تنذر بالخطر في الكيان الاسرائيلى الغاصب.
جاء هليفي إلى المنصب في وقت يمر فيه الجيش بأوضاع صعبة ، وظروف بالغة التعقيد داخليا وخارجيا ، فمن تطورات عمل المقاومين الفلسطينيين في ما عرف بوحدة الساحات حيث لم يعد التهديد من غزة فقط وإنما انضمت اليها الضفة الغربية والقدس وأراضي 48 ، وفي الجانب الاخر ايران التى تأتى في مقدمة أولويات الجيش الاسرائيلى كما قال رئيس أركان جيش العدو الذي استهل عمله بعد التسليم والتسلم بينه وسلفه ، وقال هليفى يوم توليه المنصب الرفيع في الجيش ان نووى ايران وبرنامجها الصاروخى اضافة إلى وجودها في سوريا والعراق كلها محل اهتمام القيادة العسكرية الجديدة للجيش ، ويقول هليفى ان حزب الله يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل وأنها ستواصل تعطيل وصول السلاح الى الحزب من ايران عبر سوريا كما يزعم.
الصحف العبرية عبرت عن شكها في تحقق النتائج التى يحلم بها رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش معتبرة انها تصريحات للكسب السياسي ويصعب تصور تحققها واقعا على الأرض إذ لا إمكانية لفتح جبهة ومحاربة ايران فهي دولة قوية ومستعدة بصورة جيدة ، وهذا حزب الله حاضر لصد اى اعتداء عليه ، وتعرف إسرائيل جيدا ان حزب الله لن يتوانى في الرد عليها حال اقدمت على تجاوز الحدود وحاولت كسر التوازن والاخلال بقواعد الاشتباك.
ويتولى هليفي مهامه في ظل ازمات مؤثرة يعيشها الجيش الصهيونى داخليا ، ويمكن ان تلعب دورا اساسيا في زيادة المشاكل على الحكومة الجديدة التى ليست احسن حالا من وضع ضباطها وجنودها.
ووفق قناة “كان” الإسرائيلية، انتقد اللواء الإسرائيلي في الاحتياط إسحاق بريك (مفوض شكاوى الجنود سابقاً) تزايد الحديث عن الثقافة التنظيمية الفاسدة المنتشرة في “الجيش” الإسرائيلي ، وأشار بريك إلى أنّ الحديث عن الثقافة التنظيمية الفاسدة أشعل الأضواء الحمر ، ودفع خبراء ومعلقين إلى رفع الصوت ، والتنبيه إلى خطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها على جاهزية “الجيش” الإسرائيلي للحرب.
ولفت إلى أنّ التحذيرات الكثيرة التي تولّى إطلاقها ضباط وخبراء في “الجيش” الإسرائيلي انضمّت إلى تقريرٍ موثّق بالأدلة والشواهد صدر عنه (إسحاق بريك) الذي قضى سنواته العشر الأخيرة في “الجيش” الإسرائيلي مفوضاً لشكاوى الجنود، الأمر الذي أتاح له الاطلاع من كثب على مختلف مشاكل “الجيش” الإسرائيلي التكتيكية والبنيوية.
ويخلص بريك في تقريره الموسّع إلى أنّ ظاهرة الثقافة التنظيمية الفاسدة باتت تتصدّر قائمة المشاكل البنيوية، مضيفاًَ: “انتشرت المحسوبيات واختفت المعايير وانعدمت المراقبة والمتابعة، وساد عدم الانصياع والانضباط.
سليمان منصور