كشف عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وزير الصناعة السابق إبراهيم الشيخ عبد الرحمن، تفاصيل منعه من السفر إلى القاهرة يوم السبت، وأكد أن القرار صدر من رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان، فيما قال إنهم لازالوا يحتفظون بشعرة معاوية مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
ومنعت السطات الانقلابية الشيخ، من السفر إلى مصر لمعاودة شقيقته المريضة، ولم تفلح كل المحاولات والاتصالات في السماح له بمغادرة مطار الخرطوم.
حظر من السيادي
وقال الشيخ في حوار بثته قناة «الجزيرة»، الأحد، إنه خرج من المعتقل يوم الثلاثاء الماضي، ووجد أن شقيقته مصابة بـ«كورونا» ونقلت للقاهرة، وقرر زيارتها للاطمئنان عليها.
وأضاف أنه ذهب إلى المطار وأكمل كل الاجراءات، بعد أن أجرى مراجعة وأطمأن على أنه غير محظور من السفر، لكن وبينما هو في انتظار الاقلاع، جاءه فردا أمن وطلبا جوازه وأبلغاه أنه ممنوع من السفر وعليه مراجعة مجلس السيادة.
وأوضح انه اتصل بعضو مجلس السيادة د. الهادي إدريس لأنه كان الوحيد الذي زاره في اليوم «35» من الاعتقال واحاطه بما يجري من تطورات، وأجرى إدريس عدة اتصالات ولم يفلح.
وتابع بأنه من جملة الاتصالات التي أجراها علم أن من يقف وراء الأمر مجلس السيادة ومكتب البرهان، وكل الآخرين تفاجأوا بهذا الأمر.
وذكر أنه بعث بالمحامي لنيابة أمن الدولة وعلم أنه ليس لديهم علم، وأشار إلى أنه خرج بضمانة مالية قيمتها 10 مليارات جنيه، سددها شخص لا يعرفه أبلغوه أن اسمه حامد عمل الضمانة، وتساءل: «هل يعقل أن أهرب واتركه يتحمل المسوؤولية»، وقال: «لولا مرض اختي ما كنت أغادر السودان في هذا الوقت».
وشدد على أنه لم يتصل بالبرهان ولن يتصل به، وأضاف: «هذا انقلاب، وقائد الانقلاب هو الحاكم الفعلي، هو من عين مجلس السيادة الجديد، حمدوك ود. الهادي ليست لديهم علاقة بالتعيينات وغيره، السلطة كلها في يده، وهو المسؤول الأول الان في الدولة».
وأكد الشيخ أنه اتصل برئيس الوزراء عبد الله حمدوك بحكم الصلة التاريخية والعلاقة بينهما لاستخدام صلاحياته، وقال: «لكن اعتقد أنه عجز، اتصلت به ولم يفعل شيئاً».
وأضاف: «بصراحة كنت أتوقع أن يكون قادراً على اتخاذ قرار برغم أن القرار من رئيس مجلس السيادة، بحكم الشراكة الجديدة». وتابع أنه اكتشف أن الأمر فيه تعقيدات، وأكد أن النيابة ليست لديها علاقة وليس لديها قيود عليه
شعرة معاوية
وقال الشيخ، إنه وحتى الآن الموقف من حمدوك ليس نهائي، وأن الفرصة لازالت مفتوحة، قد تلتقيه القوى السياسية لتتفاهم معه ويصحح مواقفه، وأضاف: «ثمة كوة مفتوحة بيننا وبينه قد تؤتي أكلها، لا تزال شعرة معاوية قائمة بيننا وبينه ما لم يمعن بالمضي قدماً في الطريق الذي ابتدره».
تابع بأنه يريدون منه أن يتعامل مع ما حدث على أنه انقلاب وتسود الإجراءات التصحيحية وتصبح المواقف واضحة وقطعية، وأنه مطلوب منه أن يعود ملتزما بالشارع ويحرص على وحدة الحرية والتغيير والمجتمع المدني والمهنيين ولجان المقاومة، والتي تمضي باتجاه توحد لتصحيح الأوضاع.
وأكد أن حمدوك يمكن أن يصبح جزءاً من ذلك ويبقى رئيساً للوزراء أو يمضي، وقال: «وقبل ذلك كله مطلوب منه أن يرد الأمانة كاملة لأهلها وبعدها يتحدد شكل العلاقة للتاريخ وتطورات الأحداث».
وأوضح أنه مطلوب من البرهان أن يمتنع تماماً عن سفك الدماء والتصدي للثوار السلميين وأن يدع الشعب يمارس حريته بالكامل، وهو المعني بحقن الدماء واحترام الحريات.
مسألة شخصية
وأكد الشيخ أنه ليس نادماً على مطالبته بإزاحة البرهان من قيادة الجيش ورئاسة مجلس السيادة.
واعتبر أن كل ما جرى مؤشرات على أن البرهان يتعاطى مع المسألة بشكل شخصي، ولم يقدِّر أنها في إطار سياسي وفي اطار الحريات المكفولة وموقعه كرئيس مجلس السيادة.
وقال: «كسياسيين لا يبدر منا موقف نندم عليه، أي موقف بدر مني أقدر كلفته السياسية والقيمية وأحسبها جيداً».
وشدد على أنه لو دعي للقاء البرهان فلن يحضر.
وقال الشيخ إنهم قدموا الكثير من التنازلات للمضي بالشراكة والفترة الانتقالية وحفاظاً على الوطن واحتراماً للمؤسسة العسكرية متحلين بالواقعية لكن الطرف الآخر لم يستوعب حجم التضحيات والتنازلات ومضى في ترتيبات الاستيلاء على السلطة، منذ فض الاعتصام الذي كان خطوة أولى للانقلاب على السلطة والثورة وتجاوز الحرية والتغيير