مع توسع دائرة الاحتجاجات الطلابية في أمريكا والغرب عموما وانضمام العديد من الطلاب إلى التظاهرات الرافضة للحرب على غزة والمنددة بالدعم الرسمي لإسرائيل فان السلطات في الدول الغربية وبالذات أمريكا وفرنسا ضاقت ذرعا بالتحركات الطلابية ومضت في سياسة التضييق على المحتجين ، وتقول التقارير الإخبارية ان عشرات الطلاب قد اعتقلوا في أمريكا ومورس بحقهم عنف زائد كما حدث لزملائهم في فرنسا التي شوهدت الشرطة فيها وهى تعتدي على المحتجين وتقسو عليهم.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في جامعة كولومبيا وفي غضون أيام، انتشرت التظاهرات على نطاق واسع في صفوف طلاب جامعات عديدة، لا سيما الرائدة منها، في أنحاء الولايات المتحدة كافة، وذلك تضامناً مع طلاب جامعة “كولومبيا” الذين تم اعتقالهم، وانضم إلى الحراك الداعم لغزة طلاب من جامعات “براون” و”بريستون” و”أوستن” وميشيغان” و”كاليفورنيا” و”معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”، و”ييل” و”نيويورك” و”شمال كارولينا-تشابل هيل” و”جنوب كاليفورنيا” و”هارفارد” و”تافتس” و”إيمرسون” و”جورج تاون” و”جورج واشنطن”، وغيرها.
واستقطبت الاعتصامات المؤيدة للقضية الفلسطينية طلاباً جامعيين وأعضاء من هيئة التدريس، من خلفيات متعددة، وتشملهم الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وشهدت حركة التضامن إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من البرامج الدراسية.
وفي أمريكا تكررت عمليات العنف الرسمي من قبل الشرطة ضد الطلاب المحتجين الامر الذي دفع مئات الأكاديميين (1400 أكاديمي) الى التوقيع على رسالة مفتوحة تندّد بتصعيد الأحداث في جامعة “كولومبيا” وكلية “بارنارد” التابعة لها، واعتبرت استدعاء الشرطة لفض الاعتصام وتجريم الطلاب، شبيهاً بالممارسات العنيفة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في غزة، والتزم الموقّعون بمقاطعة نشاطات الجامعة كافة وعدم التعاون معها، إلى حين إلغاء المخالفات الواردة بحق الطلاب المتظاهرين، وأعلنوا تأييدهم لمطالب الحركة الطلابية المتضامنة مع غزة.
بقلم: سليمان منصور