أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، عن توقفها عن رعاية آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد نفاد إمداداتها وعرقلة أطراف النزاع وصول المزيد منها.
وأجرت أطباء بلا حدود، في أبريل الماضي، فحصًا لـ 29 ألف طفل في مخيم زمزم، حيث وُجد أن 10% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد الحياة، فيما يعاني 34% منهم من سوء التغذية الحاد.
وقالت المنظمة، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إنها “اضطرت إلى إيقاف العلاج لـ 5 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في مخيم زمزم، بما في ذلك 2,900 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.”
وأشارت إلى أن الأطراف المتحاربة منعت تسليم المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات لعدة أشهر، حيث نفدت إمداداتها في نهاية سبتمبر.
وشددت على أن مخيم زمزم “لم يتبق فيه سوى مستشفى المنظمة الذي يضم 80 سريرًا لعلاج الأطفال الأكثر عرضة لخطر الموت.”
وذكرت أنها تمكنت من نقل بعض الإمدادات المحدودة في الأسابيع الأخيرة، لكن الكميات لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم، البالغ عدد سكانه 450 ألف نسمة.
وأكدت الأمم المتحدة في الأول من أغسطس الماضي وقوع مجاعة في مخيم زمزم، الذي يقع قرب الفاشر التي تشهد منذ العاشر من مايو الماضي اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفائهم.
وقالت المنظمة إن التقييمات السابقة وجدت أن 30% من أطفال مخيم زمزم يعانون من سوء التغذية، حيث قدرت أن طفلًا يموت كل ساعتين لأسباب مرتبطة بسوء التغذية، فيما لم تتمكن من جمع بيانات جديدة، مما يجعل معدل الوفيات الحالي بين الأطفال غير معروف.
وأكد رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، أن هناك حاجة ملحة لتوفير كميات كبيرة من المنتجات الغذائية والتغذوية لمساعدة السكان الذين يعيشون حاليًا في وضع كارثي.
وقال: “في الأيام القليلة الماضية، شهدنا بعض العلامات الإيجابية حيث وصلت شاحنات بعد أشهر من الحصار شبه الكامل حول المخيم، لكنها غير كافية.”
ويتطلب توفير حصص غذائية طارئة لمدة شهر لسكان مخيم زمزم حوالي ألفي طن، مما يعني إرسال 100 شاحنة لتوصيل الحصص المطلوبة كل شهر.
المصدر: سودان تربيون