أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، تقليص خدماتها في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور وحذرت من وفاة آلاف الأطفال حال عدم وصول الإمدادات.
وأكدت الأمم المتحدة في الأول من أغسطس الماضي وقوع مجاعة في مخيم زمزم الذي يأوي نصف مليون نازح ويقع قرب الفاشر التي تشهد منذ العاشر من مايو الماضي اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفائها.
وقالت أطباء بلا حدود، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إنه “في غياب الإمدادات، اضطررنا إلى تقليص خدماتنا في مخيم زمزم”.
ودعت الأمم المتحدة والأطراف الدولية المعنية بالتفاوض إلى دراسة كل الخيارات المتاحة لتوصيل الغذاء والإمدادات الأساسية إلى المنطقة بسرعة، بما في ذلك عن طريق الإنزال الجوي.
وقال رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، إننا “نتحدث عن آلاف الأطفال الذين سيموتون خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حال عدم الحصول على العلاج المناسب والحلول العاجلة للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى زمزم”.
وأضاف: “نشعر وكأننا نترك وراءنا عددًا متزايدًا من المرضى الذين لم يكن لديهم سوى خيارات قليلة جدًا للحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة”.
وتابع: “إذا لم تكن الطرق خيارًا لإيصال كميات هائلة من الإمدادات العاجلة إلى المخيم، يجب على الأمم المتحدة أن تنظر في كل خيار متاح، حيث أن تأخر الإمدادات يعني التسبب في المزيد من الوفيات وربما يصل عددها إلى آلاف”.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم طرق الإمداد في إقليم دارفور، مما جعل من المستحيل إدخال الأغذية العلاجية والأدوية والإمدادات إلى مخيم زمزم الذي منعت قافلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود من الوصول إليه.
وأجرت منظمة أطباء بلا حدود، الأسبوع المنصرم، فحصًا لـ 29 ألف طفل في مخيم زمزم، وجدت 10% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد الحياة فيما يعاني 34% منهم من سوء التغذية الحاد.
وقالت المسؤولة الطبية في أطباء بلا حدود، كلودين ماير، إن “معدلات سوء التغذية التي تم اكتشافها خلال الفحص هائلة وربما تكون من أسوأ المعدلات في العالم حاليًا”.
وأشارت إلى أن هذه الوضع يتطلب تكثيف الاستجابة، لكن “مع انخفاض الإمدادات وصلنا إلى نقطة الانهيار و اضطررنا إلى تقليص أنشطتنا للتركيز فقط على الأطفال الذين يعانون من أشد حالاتهم خطورة”.
وأفادت بأن المنظمة اضطرت إلى تعليق علاج 2.700 طفل يعانون من أشكال أقل حدة من سوء التغذية، علاوة على وقف الاستشارات المقدمة للبالغين والأطفال فوق سن الخامسة والتي تصل إلى آلاف الاستشارات كل شهر.
وارتفعت أسعار السلع في الفاشر إلى ثلاث أضعاف أسعارها في بقية مناطق إقليم دارفور.
المصدر: سودان تربيون